الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
كما جمعت الصداقة بين والدى، رحمه الله، الأستاذ ممدوح الليثى، والأستاذ إحسان عبدالقدوس لمدة ثلاثين عامًا، فقد جمعتهما الذكرى بعد رحيلهما فكان يوم ذكرى رحيل والدى هو نفس يوم ذكرى ميلاد الأستاذ إحسان عبدالقدوس يوم واحد يناير من كل عام. كان اللقاء الأول بينهما عندما ذهب والدى لمكتبه وكان طالبًا فى السنة الثانية بكلية البوليس، ويعمل محررًا بمجلة الكلية، وكلفه مجلس التحرير، برئاسة المرحوم الأميرالاى محمود عبدالرحيم، بعمل حوار مع كبار الكتاب والأدباء، ومنهم بالطبع الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، صاحب باب همسة فى روز اليوسف، وطلب منه أن يكتب مقالًا بمجلة كلية البوليس، ومنذ همسة الأستاذ إحسان عبدالقدوس فى المجلة عام 1958 ارتبط به والدى ارتباطًا وثيقًا حتى يوم وفاته فى مستشفى مصر الدولى بالدقى، كانت علاقة صداقة طويلة ووطيدة، فبعد همسة أستاذ إحسان بمجلة كلية الشرطة شجع والدى ووافق أن يعمل وهو مازال طالبًا محررًا بالقطعة فى مجلتى روز اليوسف وصباح الخير.. وكان يكتب فى الأولى باب «يا بوليس»، وفى صباح الخير «حكايات المخبر المجهول»، وبعد تخرجه وخلال فترة عمله بالشرطة التحق بمعهد السينما، حيث حصل على دبلوم السيناريو، كما كان قد بدأ يكتب مسلسلات وسهرات للتليفزيون المصرى حين حصل على الجائزة عن فيلم «تاكسى» من تأليفه بمهرجان التليفزيون الدولى عام 1966، وحينها كتب الأستاذ إحسان مقاله الشهير عن والدى بعنوان: «افصلوا هذا الضابط».
يتحدث فيه عن موهبة والدى وقدراته فى الكتابة، وكتب فى مقاله أن هذا الضابط كاتب سيناريو من الدرجة الأولى وطالب بوجوده فى التليفزيون المصرى حتى يثرى الدراما التليفزيونية بأعماله، وبالفعل طلبه اللواء شعراوى جمعة، وزير الداخلية، وكان وقتها والدى ممدوح الليثى مدير مباحث أسيوط، وقال له: «يا ليثى مقال الأستاذ إحسان خلانا نشوف أد إيه إنت فنان، وقررنا نضمك لإدارة العلاقات العامة والإعلام بالداخلية وتستلم من النهارده».
وشكره والدى على هذا التقدير وخرج من مكتبه وذهب للسكرتارية وقال له: ممكن أطلب ورقة وقلم، فقال: ليه يا فندم؟! قال له: بس عاوز أكتب جواب للسيد وزير الداخلية، وكتب: «السيد وزير الداخلية أرجو شاكرًا الموافقة على قبول استقالتى من العمل بالداخلية ونقلى إلى التليفزيون المصرى»، فأخذ سكرتير الوزير الطلب وهو يرتجف من الاستقالة، وطلب منه والدى أن يذهب بها إلى وزير الداخلية، وبعد قليل طلبه مرة أخرى اللواء شعراوى جمعة وسأله: «إيه يا ليثى، إنت مش عاوز تقعد معانا ولا إيه؟»، فقال له: «لا يا فندم أنا عاوز أكمل فى التليفزيون». فقال له: «خلاص وأنا هوافقلك». ولأول مرة يوافق وزير الداخلية على نقل ضابط من الداخلية إلى التليفزيون المصرى. رحم الله والدى ممدوح الليثى، وكاتبنا الكبير إحسان عبدالقدوس.