كان «إشاعة حب» هو التميمة التي تزودت بها سعاد حسنى لكى تشق طريقها إلى النجومية الحقيقية.. عندما تقرر عرض الفيلم في سينما «ستراند» في الإسكندرية سافرت مع جمال الليثى في سيارته لكى يحضرا حفل افتتاح الفيلم ونزلا في فندق «وندسور» وانضم إليهما الفنان الكبير يوسف وهبى، وجلست بينهما في «لوج» وسط السينما، وعندما أضيئت الأنوار في نهاية العرض وقفت سعاد حسنى وهى تحس وتعرف لأول مرة في حياتها طعم النجاح وتسمع صيحات الجماهير المعجبة بها، وحاصرتهم الجماهير لأكثر من ساعة وتسللوا من السينما بصعوبة بالغة وبلهجته المأثورة داعبهم يوسف بك بقوله «يا للهول لقد شهدنا الليلة مولد نجمة» ومال عليها وقبل خدها قبلة أبوية حقيقية، وفى تلك الليلة تناولوا العشاء وقضوا السهرة في ملهى «سانتا لوتشيا» وكانت الفرقة الموسيقية تقدم المغنى «برونو»، شقيق المطربة الكبيرة «داليدا»، في أغنية «فرانكو آراب» مشهورة وهى «يا مصطفى يا مصطفى» وفاجأتهم سعاد حسنى وقفزت للبيست ورقصت بموهبة تضاهى مواهب تحية كاريوكا وسامية جمال، واستمرت السهرة حتى الفجر وعادوا للفندق وكانت في قمة الانتعاش والسعادة وقالت لجمال الليثى وهم يجلسون في بهو الفندق «مش عايزة أنام.. عايزة أرجع مصر دلوقتى»، وبالفعل لم يمض نصف ساعة حتى كانوا يقطعون الطريق الصحراوى عائدين للقاهرة وكانت تدندن أغنية «برونو»، وعندما توقفوا في الطريق قامت بعمل اتصال تليفونى وأدارت رقمًا وبدأت تتحدث «إنت نايم يا حليم؟.. بارك لى.. أنا نجحت يا حليم.. الناس حاصرونى في ستراند وهربت منهم بالعافية.. فوق يا أستاذ.. أنا باتفرج على شروق الشمس في الطريق الصحراوى راجعة مع جمال الليثى في عربيته»، وعرف وقتها جمال الليثى كما حكى لى أن هناك صداقة قوية تربط بين سعاد حسنى وعبدالحليم حافظ، وكانت ثمة شائعات في الوسط أن عبدالحليم حافظ قد أحب سعاد حسنى وتزوجها، وكان جمال الليثى يؤكد لى أن هذا لم يحدث. وللحديث بقية.