فتاة صغيرة السن، جميلة بشكل ملفت للنظر، هكذا وصف جمال الليثى سندريلا الشاشة سعاد حسنى، عندما كان يروى لى بداية لقائه بها ذات يوم، عندما صادف العازف سامى حسنى يقف بسيارته أمام معهد الموسيقى، ولفتت نظره الفتاة الجميلة التى تجلس بجانبه، فسأله عمن تكون؟، فأخبره بأنها أخته سعاد، وسألها إذا كانت تحب العمل معه فى السينما، فعرف أنها تعمل بالفعل ممثلة مع فرقة عبد الرحمن الخميسى فى المسرح، وقدمها الأستاذ بركات معه لأول مرة فى فيلم «حسن ونعيمة»، سعت سعاد حسنى بعد عرض الفيلم لمعرفة رأيه فيها كممثلة، فقال لها صراحة إن الإنتاج الفقير للفيلم والمناظر الفقيرة التى صور بها ظلمتها كوجه جديد، ووعدها بأن تكون البداية الحقيقية لها فى السينما فى فيلم من أفلامه، وكان هذا الفيلم هو «إشاعة حب»، الذى نجح نجاحاً ساحقًا وقتها وأصبح صفحة جديدة راقية للفيلم الكوميدى فى السينما المصرية، كان «إشاعة حب» هو التميمة التى تزودت بها سعاد حسنى لكى تشق طريقها إلى النجومية الحقيقية.. عندما تقرر عرض الفيلم فى سينما «ستراند» فى الإسكندرية، سافرت مع جمال الليثى فى سيارته لكى يحضرا حفل افتتاح الفيلم، ونزلا فى فندق «وندسور».
وانضم إليهما الفنان الكبير يوسف وهبى، وجلست بينهما فى «لوج» وسط السينما، وعندما أضيئت الأنوار فى نهاية العرض وقفت سعاد حسنى وهى تحس وتعرف لأول مرة فى حياتها طعم النجاح وتسمع صيحات الجماهير المعجبة بها، وحاصرتهم الجماهير لأكثر من ساعة، وتسللوا من السينما بصعوبة بالغة، وفى لهجته المأثورة داعبهم يوسف بك بقوله «ياللهول لقد شهدنا الليلة مولد نجمة» ومال عليها وقبل خدها قبلة أبوية حقيقية، وفى تلك الليلة تناولوا العشاء وقضوا السهرة فى ملهى «سانتا لوتشيا»، وكانت الفرقة الموسيقية تقدم المغنى «برونو»، شقيق المطربة الكبيرة «داليدا»، فى أغنية «فرانكوآراب» مشهورة وهى «يا مصطفى يا مصطفى»، وفاجأتهم سعاد حسنى وقفزت للبيست ورقصت بموهبة تضاهى موهبة تحية كاريوكا وسامية جمال، واستمرت السهرة حتى الفجر، وعادوا للفندق، وكانت فى قمة الانتعاش والسعادة، وقالت لجمال الليثى وهما يجلسان فى بهو الفندق «مش عايزة أنام.. عايزة أرجع مصر دلوقتى».
وبالفعل لم يمض نصف ساعة حتى كانا يقطعان الطريق الصحراوى عائدين للقاهرة، وكانت تدندن أغنية «برونو»، وعندما توقفا فى الطريق قامت بعمل اتصال تليفونى وأدارت رقماً وبدأت تتحدث «إنت نايم يا حليم؟.. بارك لى.. أنا نجحت يا حليم.. الناس حاصرونى فى ستراند وهربت منهم بالعافية.. فوق يا أستاذ.. أنا باتفرج على شروق الشمس فى الطريق الصحراوى راجعة مع جمال الليثى فى عربيته»، وعرف وقتها جمال الليثى- كما حكى لى- أن هناك ثمة صداقة قوية تربط بين سعاد حسنى وعبدالحليم حافظ.