الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
فى عام 1987 نشر الكاتب الكبير نجيب محفوظ روايته «حديث الصباح والمساء» تلك الرواية التى تحولت بعد مرور أربعة عشر عامًا على صدورها إلى مسلسل تليفزيونى يحمل نفس الاسم وما زال إلى يومنا هذا بصمة من البصمات المميزة فى تاريخ الدراما التليفزيونية المصرية والعربية.
كتب الأستاذ نجيب هذه الرواية بشكل مختلف جذريًّا عن الروايات المعتادة؛ فلم تكن على شكل فصول ولا يوجد بها عقدة أو ذروة للحدث، وإنما كتبها على شكل كتاب لشجرة عائلة وقسمها أبجديًّا بأسماء شخصيات العائلة، وتتحدث عن حكاية خمسة أجيال وتدور الأحداث فى حقبة زمنية من عمر مصر ما بين القرنين التاسع عشر والعشرين، ورصدت الأحداث تاريخ مصر الاجتماعى والسياسى من خلال ثلاث شخصيات وتفرع الأبناء والأحفاد والثلات شخصيات هى «عطا المراكبى» و«يزيد المصرى» و«الشيخ القليوبى».
فتبدأ من الفترة قبل الحملة الفرنسية على مصر عندما قدم يزيد المصرى من الإسكندرية على مصر قبل الحملة الفرنسية بأيام قليلة ومن خلال تتابع الأحداث سيعرض لنا حياة المصريين الاجتماعية والسياسية أثناء الحملة الفرنسية وعصر محمد على والثورة العرابية والاحتلال الإنجليزى ومقاومة المصريين وثورة 1919 وغيرها من الأحداث السياسية المهمة التى غيرت فى شكل الحياة السياسية بمصر حتى عصر السادات، وكل ذلك سنرصده من خلال الأحداث اليومية العادية لأسر مصرية تشبهنا ونشبههم، ونرصد مع الجانب السياسى الجانب الاجتماعى للمصريين وترابطهم وعاداتهم وتقاليدهم والاختلافات التى وقعت على مر هذه الأجيال.
وهناك بالطبع اختلافات بين الرواية الأصلية والمسلسل أهمها شخصية «جليلة» وهى الشخصية التى كانت تعتبر الرابط الذى أمسك بالأحداث من أولها لآخرها ولم تمت جليلة فى المسلسل ولكنها فى الرواية ماتت عن عمر يناهز المائة وعشر سنوات.. ماتت وحيدة وعشرات من القطط تموء من حولها، ولعبت شخصية جليلة فى المسلسل الرائعة عبلة كامل التى جسدت هذه الشخصية المعقدة ببراعة شديدة، ولا تملك إلا أن تحب شخصيتها.
فهى التى تتعامل بالغيبيات والطب الشعبى والرقية وتجدها فى أحلك المواقف تأتى بتصرفات عجيبة، فعندما مات معاوية زوجها يوم خطبة ابنتها انتشر الصراخ فى المنزل فخافت أن يسوِّد الفأل السيئ حياة ابنتها؛ فأخذت تزغرد مرة وتصرخ مرة أخرى ولا تعلم أهى أصابها مس من الجنون أم هى قناعاتها الشخصية وأفكارها التى تسيطر عليها؟!
وللحديث بقية مع كواليس مسلسل «حديث الصباح والمساء» ومخرجه الكبير أحمد صقر.