الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
تحدثنا فى المقال السابق عن رواية «حديث الصباح والمساء»، والتى تم تحويلها إلى مسلسل درامى يحمل نفس الاسم.. ولتحويل هذه الرواية بكثرة شخصياتها وأحداثها لمسلسل بالتأكيد كان هناك تحد كبير يواجه كل فريق العمل. وقد حكى لى المخرج الكبير الأستاذ أحمد صقر كواليس هذا العمل وقال لى: «(حديث الصباح والمساء) قصة الكاتب الكبير (نجيب محفوظ)، وكتبه بحرفية عالية جدًا المؤلف الأستاذ (محسن زايد).
وعندما عرض علىَّ المسلسل، قرأت القصة، وهى قصة فى منتهى الصعوبة، لأن القصة مكتوبة بشكل هندسى بالحروف الأبجدية، فكل اسم له حكايته وعلاقته بالاسم الآخر، فحتى نعرف الحدوتة كاملة يجب أن نسير وراء الحروف الأبجدية حتى نعرف ترابط الشخصيات ببعض، وكنت فى منتهى الحماس عندما بدأت العمل بالمسلسل، وكانت أصعب مرحلة هى مرحلة اختيار الشخصيات، لأن كل شخصية كان لها ممثلون فى مرحلة الصبا والشباب ثم مرحلة العجز أو مرحلة الشيخوخة إذا استمرت الشخصية معنا.
وكانت أجمل رسالة بالمسلسل أنا نقول إنه لا يوجد فى الدنيا سوى الصباح والمساء أى أنه لا يوجد فى الدنيا سوى الميلاد والوفاة فهما الحقيقتان اللتان لا ثالث لهما، فكل هذه الدنيا قائمة على الصباح والمساء أو الميلاد والوفاة.. أيضًا من الأشياء الصعبة جدًا بعد اختيار الشخصيات كان اختيار العائلات نفسها، بمعنى عندما أختار أب يجب أن يكون أولاده قريبين منه شكلا وروحا، وكان الممثلون كثيرين جدا، والعائلات كثيرة جدًا، ولكن الحمد لله وفقنا الله فى عمل ذلك.. كذلك لم يعتذر ممثل عن دوره رغم صغر حجم الأدوار، ولكن جميعهم كانوا يعلمون قيمة المسلسل ويشعرون به وبأهميته.. وحتى من لم يعمل بالمسلسل وكانوا قليلين جدًا قالوا لى بعد ذلك كنا نتمنى أن نعمل فى المسلسل.. الحمد لله أنه من أهم المسلسلات التى أخرجتها فى حياتى، وسعيد برد فعل الجمهور إلى يومنا هذا، فالمسلسل عملنا به منذ عام 2000، واليوم أصبحنا فى 2022، أى مر اثنان وعشرون عامًا عليه ومازال الجمهور معجبًا به ويشاهده بكل حماس، فالحمد لله على النجاح الذى حققه المسلسل ومازال يحققه».