الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
الأمم تمر بمنعطفات تاريخية كما يمر الإنسان خلال حياته صعوداً وهبوطاً، ومصر الآن تكاد تغطى أحداثها معادنها الأصلية، وعندما يتراكم تراب الشح الأخلاقى على معدن المروءة والشهامة والتسامح المعروفة عن المصريين فهذا أمر فى منتهى الغرابة.. ولم تقف مصر مكتوفة الأيدى مطلقاً وفق أحكام التاريخ ليس عن نصرة شعبها فقط ولكن كانت بالنسبة للعالم العربى والإسلامى هى درة التاج أو واسطة العقد فى هذا التاريخ، فإذا عوفيت مصر يعافى الإسلام فى العالم كله، وإذا مرضت مصر هزل حال المسلمين فى مشرق الأرض ومغربها، لكن الآن يبدو أن أهل مصر لم يحسنوا شكر نعمة الله عز وجل فى ثورة يناير، والنعم إذا لم تقيّد بقيد الشكر هربت، وقلما تعود مرة أخرى، وعندما يغيب ضمير الأخذ بقصة الراكبين فى السفينة التى تكلم عنها الرسول، صلى الله عليه وسلم، فى الحديث الشريف «مَثَلُ القَائِم فى حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذين فى أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا فى نَصِيبِنَا خَرقاً ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا؟ فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعا، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعاً»، فمن المؤكد أننا سنهلك إذا لم نتدارك أنفسنا فيما نحن صانعون.. ودرجة وطنية الناس وانتمائهم لأوطانهم لا تقاس بمقياس غير أعمالهم تجاه أوطانهم وتأمينهم لأوطانهم، ونحن نعلم أن الله سبحانه وتعالى إذا غضب على قوم رزقهم الجدل ومنعهم العمل، ونحن رزقنا الجدل وانتهينا عن العمل، وهذا أمر يجب علينا الخروج منه.. ويجب أن نقف ونتأمل فيما وصلنا له ونلتقط أنفاسنا ونرى اللوحة من بعيد لندرك ماذا نحن صانعون لنتجاوز تلك الكبوة، ويجب أن يشارك كل العقلاء فى تهدئة المواقف لا فى إثارتها.. ولنجعل تلك الأيام المباركة هى بداية المسيرة نحو رفع شأن مصر، ورفع شأن الأمة، ولنفتح صفحة جديدة مع الله أولاً ثم مع وطننا، لأن حب الوطن من حب الله