الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
مبدأ الثواب والعقاب هو مبدأ قرآنى حث عليه القرآن الكريم، بل أكد عليه، فقد وعد الله الصالحين المؤمنين بأن لهم الجنة ثواباً لأعمالهم، وتوعد الله الكافرين بالنار جزاء كفرهم، فلولا هذا المبدأ لتساوى المحسن والمسىء. ولقد ذُكرت قضية الفريقين فى أكثر من موضع بالقرآن الكريم، فيقول المولى- عز، وجل: «وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق فى الجنة وفريق فى السعير». فكل شخص منا سيحاسب على عمله، وما قدمت يداه، وما زرعه بالدنيا سيحصده بالآخرة، سواء بالخير أو بالشر، فلقد فرض الإسلام حدودا رادعة لمن تعدى حدود الله أو انتهك حرماته، ولمن اعتدى على الناس ليحفظ للمجتمع أمنه وللمظلوم حقه، وليعلم كل فرد أن حقه لن يضيع.
والإنسان ليس معصوما من الخطأ، فكل منا يخطئ، ولكن خير الخطائين التوابون، وهذا ما علمنا إياه رسولنا الكريم، فعن رسول الله- صلى الله عليه، وسلم: «كل بنى آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون». ومبدأ الثواب والعقاب يطبق فى كل مجالات الحياة: فى العمل، والشارع، والمنزل، والمدرسة، وكل شخص يجب أن يترسخ فى ذهنه أنه مسؤول مسؤولية كاملة عن أفعاله وما يترتب عليها من نتائج، ومسؤوليته تكون دينية أمام الله، فيحاسب الإنسان على كل ما اكتسبت يداه لقوله- سبحانه: «فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره»، ومسؤولية أخلاقية، وهى مسؤولية الإنسان أمام نفسه وضميره فعن سيدنا عمر- رضى الله عنه- قال: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطاكم إلى غيركم وسيتخطى غيركم إليكم، فخذوا حذركم».
فكل منا أعلم بما يفعله، وما أجمله من شعور عندما ينام الإنسان، وهو راضٍ عن نفسه، فالإنسان خلق بفطرة سليمة تكره الشر والباطل، حتى إن فعله، فدائماً يشعر بشىء فى نفسه حتى يترك ما يفعله.. وهناك مسؤولية اجتماعية تجاه المجتمع الذى يعيش فيه، فالمجتمع فى مجموعته إنما يتكون من أفراد، فإذا صلح الفرد صلحت الجماعة، فكل منا له دور فى تنمية المجتمع والحفاظ عليه، كل فى موقعه، وسُيسأل كل منا عما فعله، وسيثاب أو يجازى بما قدمت يداه.
فاللهم ارزقنا حسن الثواب.