الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
مما لا شك فيه أن أعظم جيل فى العالم هو جيل صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلا يوجد جيل فى الدنيا بعد الأنبياء والمرسلين أفضل من أصحاب سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام، فعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال «خيرُ الناسِ قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم»، فعندما مرت جنازة أمام الرسول صلى الله عليه وسلم فأثنى الصحابة عليها خيراً قال النبى «وجبت وجبت»، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً فقال «وجبت وجبت»، فقال عمر بن الخطاب، رضى الله عنه: ما وجبت؟، قال: هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله فى الأرض. فأصحاب الرسول رضوان الله عليهم كان إيمانهم بالإسلام متجسداً فى أعمالهم، متخذين منه طريقاً يمشون عليه فى كل نواحى حياتهم، فكان الناس حينما يتعاملون مع الصحابة رضوان الله عليهم يرون الإسلام من خلالهم فى كل تصرف من تصرفاتهم حتى البسيط منها. فالصحابة كانوا قرآناً يمشى فى دنيا الناس. كان كل صحابى يعيش القرآن والسنة واقعاً ملموساً عملياً مرئياً بحيث كل من يراه يقول هذا هو خلق القرآن، هذا هو خلق الإسلام وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. وكان من إعجاز الحق سبحانه وتعالى أن جيل الصحابة يكون كله مجتمعا بهذه الصفات؛ من صفاء العقيدة ونقاء السريرة وصفاء القلب والخلق العظيم والحب والصدق والأمانة..
فأين نحن من هذا كله.. فالإسلام دين الرحمة والعدل والحب والسماحة، دين الأخلاق الحميدة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنما بُعِثْتُ لأتممَ مكارم الأخلاق».. فالإنسان يجب أن يدرك أن من يتعامل معه يتعرف على دينه من خلال أخلاقه وأفعاله، فأنت مثال حى على أخلاقيات دينك ويالها من مسؤولية عظيمة تقع على عاتقنا جميعاً، فأخلاقك وسلوكك هما ما يجذبان الناس إليك والى دينك أو يصرفانهم عنه.. فالناس يرون عقيدتك ويتعرفون عليها من خلال أفعالك وسلوكك فى تفاصيل الحياة اليومية، ولو أدرك كل إنسان ذلك وتمعن فيه وفى حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه حتى فى أصغر تصرف يقوم به لركض ركضاً من أجل رفعة دينه وأمته التى لن تنهض إلا بمكارم الأخلاق؛ «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا».