الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
الحفاظ على مشاعر من حولنا ومحاولة تطييب النفوس المنكسرة وجبر الخواطر من أعظم أسباب الألفة والمحبة بين الناس، وهو أدب إسلامى رفيع، وخلق عظيم حثنا المولى عز وجل ورسولنا الكريم عليه، والخاطر هو ما يَخْطُرُ بالقلب من أمر، أَو رأْى، أَو معنى، وعلى المجاز، فالخاطِرُ هو القلب أو النفس، وكسر النفس من أصعب الكسور التى يواجهها الإنسان، وحثنا وعلمنا رسولنا تطييب الخواطر لمن انكسر قلبه من مصيبة، فعن جابر بن عبدالله- رضى الله عنه- قال: (لقينى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال لى: يا جابر، مالى أراك منكسراً، قلت: يا رسول الله، استشهد أبى (قتل يوم أحد وترك عيالاً وديناً، قال- عليه الصلاة والسلام: أفلا أبشرك بما لقى الله به أباك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحا، فقال: يا عبدى تمن علىَّ أعطك، قال: يارب تحيينى فأقتل فيك ثانية، قال الرب- عز وجل: إنه قد سبق منى أنهم إليها لا يرجعون). فلقد حاول نبينا الكريم تطييب خاطره وشرح صدره وطمأنته وعندما اجتمع على وجعفر وزيد بن حارثة فقال جعفر: أنا أحبكم إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال على: أنا أحبكم إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال زيد: أنا أحبكم إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال انطلقوا بنا إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم نسأله، قال أسامة فجاءوا يستأذنونه فقال اخرج فانظر من هؤلاء، فقلت: هذا جعفر وعلى وزيد، فقال ائذن لهم فدخلوا فقالوا: يا رسول الله من أحب إليك؟ قال: فاطمة، قالوا نسألك عن الرجال فقال: أما أنت يا جعفر فأشبه خلقك خلقى وأنت منى وشجرتى، وأما أنت يا على فختنى وأبو ولدى وأنا منك وأنت منى، وأما أنت يا زيد فمولاى ومنى وإلى وأحب القوم إلىَّ، فقد جبر الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، بخواطر الجميع وأدخل على قلوبهم الفرح والسعادة، كما كان عليه الصلاة والسلام يساعد من وقع تحت هم الدين فيوجهه للحل: فقد دخل ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة رضى الله عنه، فقال: «يا أبا أمامة مالى أراك جالساً فى المسجد فى غير وقت الصلاة؟»، قال: هموم لزمتنى وديون يا رسول الله، قال: «أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟»، قال: بلى يا رسول الله، قال: «قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعو بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال»، قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله عز وجل همى، وقضى عنى دَينى.
ولنا فى رسولنا الكريم أسوة حسنة، فلنتلطف مع بعضنا، فالحياة صعبة ولا نملك إلا أن نهونها على بعضنا ولو بالكلمة الطيبة فهى جبر للخواطر.