كان أكثر ما يميز مسلسل «بكار» تشبع كل تفاصيله بالتفاصيل المصرية العريقة من أول اسم بطل العمل «بكار» مروراً بكلمات تتر المسلسل وحتى أصغر تفصيلة من تفاصيل الشخصيات والملابس والبيئة التى يعرضها المسلسل وهى بيئة النوبة البكر الغنية بالسحر والجمال والأصالة والعراقة. وأذكر جيداً كلمات الفنان الكبير محمد منير وهو يروى لى كيف تم التنسيق بينه وبين دكتورة منى أبوالنصر لغناء تتر مسلسل «بكار» الذى أصبح التتر المميز الذى يسرى فى شوارع القاهرة بعد مدفع الإفطار ليلتف حوله الكبير قبل الصغير فقال لى إنه كان يسير فى الشارع وقابلته الدكتورة منى أبوالنصر وقالت له «عندى أغنية فى مسلسل كرتون تعالى غنيها ومكنتش عارف إنى بغنى نفسى وبغنى مصر كلها لأن بكار شخصية مصرية جدا». وبدأت قصة مسلسل بكار كما روى لى مؤلف العمل الأستاذ عمرو سمير عاطف بفكرة للمخرجة الكبيرة دكتورة منى أبوالنصر لفيلم كرتونى قصير مدته كان من المفترض أن تكون 3 دقائق فقط لطفل من الجنوب لعرض حياته والبيئة المصرية المحيطة به من معابد وطبيعة جميلة من حوله وعندما عرضتها عليه أعجب بالفكرة..
فالفكرة على بساطتها تحوى العديد من الأهداف والتحديات أولها أن يكون البطل شخصية طفل مصرى تنافس الشخصيات الكرتونية العالمية والأهم أنها تحمل القيم التى يجب أن تُغرس وتشكل وجدان أطفالنا ووصلت مدة الفيلم لـ18 دقيقة، وعندما عرض الفيلم بمهرجان الإذاعة والتليفزيون نجح نجاحًا عظيمًا واستثمروا هذا النجاح الكبير للفيلم وقاموا بعمل مسلسل بكار الذى سافر مؤلفه الأستاذ عمرو سمير لإحدى الجزر النوبية فى أسوان واستوحى منهم شخصيات وتفاصيل العمل.
..ولعلنى أكتب اليوم عن مسلسل بكار رغم مرور الكثير من السنوات على تقديم الأجزاء الأولى لهذا المسلسل، لأننى أتمنى أن نهتم بهذه النوعية من مسلسلات الأطفال وندعمها، فالفن وسيلة راقية لتشكيل وجدان الطفل وغرس الهوية المصرية به.