الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
لم يكن متصوراً ان يقتل الرئيس الراحل انور السادات وسط جنود وضباط الجيش الذين كان يسميهم (اولادي) .. ولم يكن متصوراً ان يكون قاتلوه من العسكريين الذين كانوا يحتفلون في يوم الاغتيال بعيد العبور والانتصار العظيم بعد 8 سنوات علي حرب اكتوبر 1973 .. وقد جري العرف ان يكون الاغتيال السياسي من تدبير وتنفيذ الجماعات السياسية وقبل هذا الحادث لم يكن العسكريون يلجأون الي هذا النوع من القتل الفردي وحركتهم كانت دائما تأخذ طابع التحرك الجماعي .. لذا فإن هذا الحادث يعتبر نقطة تحول في تاريخ العنف العسكري المصري خاصة ان القتيل هو القائد الاعلي للقوات المسلحة وضابط سابق بالجيش المصري .. ولعل هذه الصدفة كانت السبب وراء انكار الجميع وجود اكثر من رجل عسكري في فريق اغتيال السادات .. رغم ان اوراق القضية التي حملت رقم 7/81 امن دولة عسكرية عليا.. اكدت ان هناك اكثر من عسكري متورط في اغتيال السادات .. واعتقد انه كان المقصود من تلك التصريحات التأكيد علي ان رجال القوات المسلحة ليس منهم من خرج علي يمين الولاء للقائد الاعلي للقوات المسلحة الرئيس انور السادات .
لقد شمل قرار الاتهام في قضية مقتل السادات اربعة اسماء رئيسية هم (خالد وعبد الحميد وعطا وحسين عباس ) ويقول حسين في تحقيقات النيابة (ان عبد الحميد اخذه معه الي بيته، وجدت هناك اخي خالد فعرض علي الفكرة فرحبت بذلك فشرح لي تفاصيل الامر وقال اننا سنركب العربة وتقف العربة امام المنصة ويبدأ الضرب وقال خالد لحسين وللآخرين (ان هناك مهمة استشهادية في سبيل الله .. فوافقوا علي الفور .. دون تردد ) .. وبالمناسبة حسين عباس كان متزوجاً من السيدة ماجدة عجمي وقبل مقتل السادات باسبوع رزق بولد اسمه قابيل قدر له ان يموت رضيعا بعد الحكم علي ابيه بالاعدام رميا بالرصاص اما عبود الزمر فقد نسب له البعض انه العقل المخطط والمدبر والقائد الحقيقي لكل ما حدث ابتداء من حادث المنصة الي ما بعد القبض عليه .. ومما لا شك فيه ان هناك عناصر متعددة جعلت عبود الزمر في بؤرة الضوء .. منها انه مقدم في المخابرات العسكرية اي انه رتبة كبيرة بالنسبة لخالد الاسلامبولي وانه يكبر خالد بحوالي عشر سنوات حيث كان عمر عبود في ذلك الوقت (35 سنة ) ومنها ان عبود قاوم الشرطة التي هاجمت مسكنه بالهرم مقاومة فيها كثير من الاحتراف مستخدما الرصاص والقنابل .. كل هذه العوامل دعمت الاعتقاد بخطورة عبود الزمر وكان الاحساس المتضخم بأهميته وراء التعذيب الذي تعرض له والاعتداء الذي وقع عليه من رجال الشرطة واسفر تفتيش منزل عبود الزمر عن ضبط كتاب (الحرب الفدائية في فلسطين) وسبعة شرائط كاسيت تتضمن اصواتا تقول (يعلن مجلس الثورة الاسلامية تفجير الثورة الاسلامية وقيام الدولة الاسلامية ) .
اما واقعة تنفيذ حكم الاعدام في خالد الاسلامبولي .. فالمعروف ان احكام الاعدام علي من ينتمون للقوات المسلحة يكون بتنفيذها رميا بالرصاص .. وقد حكي لي احد شهود العيان وهو العميد علي جبر عبد العزيز .. انه كان شاهدا علي تنفيذ حكم الاعدام علي خالد .. وسرد لي ان عملية تنفيذ الحكم تكون من خلال مجموعة من الضباط والعساكر يحملون سلاحاً .. ويقفون علي مسافة 50 متراً من خالد ويوضع المحكوم عليه بالإعدام علي شاخص ويتم ضرب النار عليه .. فاذا ما مالت الرأس يمينا او يسارا تأكد وفاته بعد الكشف الطبي عليه وقال لي شاهد العيان ان خالد رفض ان يتم وضع عصابة سوادء علي عينه كما جري العرف في تنظيم احكام الاعدام، وانه سار الي مكان تنفيذ الحكم بقدمه دون خوف .. وان خالد لم تميل رأسه يمينا ولا يسارا لفترة لدرجة ان رئيس المجموعة المنفذة للحكم كاد ان يرفع مسدسه لاطلاق الرصاصة النهائية وفي هذه اللحظة وقبل ان يدوس علي الزناد مالت راس خالد وهي شهادة تقع مسئوليتها علي صاحبها .. وان كانت تتعارض مع ما قالته السيدة رقية السادات في حديثها معي انها شاهدت خالد الاسلامبولي في فندق اجيال مكة في عام 1996 .. وان كنت اري ان سبب وجود اعتقاد ان خالد لم يمت هو عدم تسليم جثمانه لاسرته .. لكن اين الحقيقة ؟ في علم الله .. كانت هذه بعض المعلومات والمرئيات التي وجدتها في طريق بحثي في ملف وفاة الرئيس الراحل انور السادات .. اما من قتله وكيف تسرب السلاح الي ارض العرض العسكري .. فلي معها وقفة اخري .. عموماً النيابة العامة تحقق في البلاغ الذي تقدمت به السيدة رقية السادات نجلة الرئيس الراحل أنور السادات ضد الرئيس السابق محمد حسني مبارك تتهمه فيه بقتل والدها ونحن في انتظار ما تسفر عنه التحقيقات