الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
بعد نجاح ثورة الشباب العظيمة فى تحقيق أهدافها وإسقاط نظام مبارك .. آن أوان التغيير الفعلي .. تغيير المفاهيم وتغيير السلوكيات .. يجب ان تكون هذه الثورة ثورة على كل ما هو قبيح .. على كل سلوك سلبي كان فى حياتنا .. كانوا يقولون عنا إننا شعب كسول .. لا يعرف معنى وقيمة العمل شبابه مغيب .. ليس له مستقبل .. لكن جاءت الثورة لتقول ان شعبنا جسور ثائر يرفض الظلم وان شباب مصر هم شباب حر مثقف واعد كان يحلم بالتغيير والحرية واستطاع ان يصنع نموذجاً يحتذي به الشباب فى جميع الدول التي تعانى من استبداد وظلم وديكتاتورية الأنظمة السياسية .. أما الآن .. فحان وقت البناء .. يجب ان نعوض ما فاتنا يجب ان نسارع جميعاً فى بناء مصر الجديدة الحديثة المتطورة الديمقراطية .. يجب ان نستعيد السياحة لتعود بكامل طاقتها لمصر .. يجب ان نبدأ فى العمل الجاد بحيث ترتفع معدلات وساعات العمل الى أقصى حد لها .. يجب ان تعود المصانع والمصالح والهيئات الحكومية لعملها .. حتى نعوض ما فاتنا .
ان العين لتدمع وان القلب ليبكى وان على فراق اخواتنا شهداء الثورة لمحزنون .. هؤلاء الذين سطروا بدمائهم وأرواحهم الذكية سطورا من نور فى تاريخ مصر الحديث .. هؤلاء الذين ضحوا بكل غال ونفيس بأرواحهم فى سبيل تعظيم شان مصر آن أوان تكريمهم حق تكريم والتكريم ليس بالإنشاء والحفلات ولكن بان نخلد ذكراهم وان نشعر أسرهم وذويهم ان شباب مصر الحر هم أبناءهم .. فلنضع صورهم فى جميع المصالح الحكومية بدلا من صور الرئيس السابق فى كل مكان فى الشركات وفى منازلنا .. حتى لا ننسى ان فى مصر شباب صدقوا ما عاهدوا الله عليه .. حتى يكونوا دائما ملهمين لهذا الشعب مصممين على المدى قدماً لبناء مصر الحديثة.
الآن وبعد أن سقط نظام مبارك وفتحت ملفات الفساد المسكوت عنها .. أن الأوان أن نحاكم ونحاسب كل من أساء لشعب مصر كل من أهانه وأضره .. أن الأوان لمحاكمة المحافظين الفاشلين الذين تحكموا فى مصائر العباد من فقراء شعب مصر .. الذين لم يلتفتوا إلى المهمشين أو أصحاب المظالم .. حاكموا محافظ القاهرة عما أرتكبه فى حق أهالي منطقة جبل عز والمواردى وبطن البقرة و تبة فرعون ورمله بولاق وإسطبل عنتر والمرج وعزبة القرود وغيرها فهؤلاء يشربون مياه المجارى ويعيشون حياة لا تليق بالحيوانات فى منازل متصدعة وسيادته كان (ودن من طين وودن من عجين).. ان عبد العظيم وزير مسئول عن جميع الكوارث التى يعانيها سكان العشوائيات فى القاهرة .. لقد نسى دوره كمحافظ فى خدمة المواطن والنتيجة المئات راحوا ضحايا حادث صخرة الدويقة وكان كل همه البحث عن كبش فداء متناسياُ دوره كمحافظ فى توفير الحياة الكريمة للمواطن داخل محافظته .. حاكموا محافظ الشرقية عما يعانيه أهالي كفر الحصر وغيرها من قرى المحافظة .. حاكموا محافظ السويس عما يحدث فى عزبة الصفيح ومنطقة أبوسيال وكفر الحامول .. حاكموا محافظ الإسماعيلية عما يلاقيه شعب المحافظة فى مناطق عزبة نصرالله وأبوصوير وأبوبلح .. حاكموا محافظ أسوان عما يعانيه الناس فى قرية أبوالريش (منطقة مخرات السيول) .. حاكموا محافظ دمياط عن سوء أحوال المواطنين فى منطقة شطا وعشش رأس البر .. حاكموا محافظ حلوان عن معاناة أهالي قرية الشرفا وغيرها من قرى المحافظة .. حاكموا محافظ الجيزة عن تردي أحوال المواطنين فى عزبة حرب .. حاكموا محافظ القليوبية عما يعانيه أهالي منطقة طره القليوبية من تلوث .. حاكموا محافظ الدقهلية عن الحياة أللإنسانية التي يعيشها أهالي جزيرة العزبى وغيرها من قرى المحافظة .. حاكموا محافظ المنوفية عن تدهور أوضاع كفر منصور وغيرها من القرى .. هؤلاء وغيرهم كثيرين يستحقون المحاكمة على ما ارتكبوه فى حق الشعب .. حاكموا محافظي الصعيد وغيرهم كثيرين .. إن هؤلاء الفاشلين جميعاً كانوا وقوداً للثورة بسبب ما ارتكبوه من جرائم في حق المواطنين الشرفاء من أهل مصر .. إني أدعو المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإقالة كل محافظ فاشل أساء للمواطنين ولم يراعى حقوقهم الآدمية .. لقد نبح صوتي على مدار الأعوام الماضية من خلال برنامجي واحد من الناس لعزل هؤلاء المحافظين الفاشلين والذين أطلقت عليهم من قبل لقب (مجلس المحافظين على كراسيهم) .. أن الأوان أن يكون اختيار المحافظين بالانتخاب .. وليس بالنظام المعمول به أن الأوان أن ينعم المواطن بحياة كريمة وأن يشرب مياه نظيفة وينعم برغيف عيش ليس به حصى أو مسامير . إن ثورة 25 يناير يجب أن تنعكس نتائجها على حياة جميع المصريين في كل محافظات وقرى ونجوع مصر وأتمنى أن تكون أولى هذه النتائج الملموسة هو إقالة مجلس المحافظين الحالي والاستعانة بأناس أكفاء من الشعب يشعرون بحجم المرارة والألم التي كان يعانيها طيلة الثلاثون عاماً الماضية .