الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
ومازلت ألقى الضوء على قضية سجينات الفقر، فخلف قضبان السجن هناك مجموعة كبيرة جدا من السجينات لاحول لهن ولا قوة، اضطرتهن ظروفهن وأجبرتهن على دخول السجن وتعددت الأسباب والسجن، واحد فما بين نساء أصبحن خلف قضبان السجن من أجل أن يجهزن بناتهن ليزوجنهن حتى يستطعن بداية حياة جديدة حتى لو كان ذلك على حساب بقية حياتهن، وهناك مجموعة أخرى من النساء اللاتى دخلن السجن من أجل رغبتهن فى رفع الألم عن أجسادهن.. نعم كان مطلبهن الوحيد العلاج حتى يشفين ويستطعن إكمال المسيرة مع أبنائهن ومن هؤلاء السيدات سيدة مصرية بسيطة يظهر على وجهها آثار تعب وشقى السنين اسمها الست بشرى تبلغ من العمر أربعة وخمسين عاما تربى أبناء أختها بعد وفاتها هى وزوجها، ولم تتنصل من مسؤوليتها نحوهم على الرغم من ظروفها القاسية فاعتبرتهم أبناءها وجعلت ابنها الوحيد أخا لهم، توفى زوجها منذ فترة طويلة وترك لها هذه التركة الثقيلة من المسؤولية ولكنها لم تقنط ولم تيأس، فكافحت وعملت حتى تستطيع تربية ابنها وأبناء أختها وتكفل لهم حياة بسيطة وتستطيع إدخالهم مدارس، كان كل تفكيرها ينصب فى تربيتهم والعمل على راحتهم وتعليمهم حتى لا يواجهوا ما تواجهه هى من شقى وتعب فى حياتها.. هذه السيدة كان عملها يعتمد على صحتها فهى تعمل فى البيوت حتى تسلل التعب إلى قلبها وباغتها لتكون الصدمة الكبيرة لها عندما علمت أنها يجب أن تقوم بإجراء عملية لوجود مشكلة بالصمام فى القلب، وكانت تكلفة العملية بالنسبة لها مبلغا مهولا فهى مطالبة بعشرة آلاف جنيه لكى تستطيع إجراء العملية لكى تستطيع أن تعود لمعترك الحياة ومواصلة مسيرتها فى الكفاح من أجل أبنائها، ولم تجد أمامها إلا الاستدانة وكالعادة اضطرت اضطراراً للتوقيع على إيصالات أمانة بالمبلغ ولم يكن هناك مفر أمامها.. وبعد العملية لم يمهلها من استدانت منه المبلغ فطالبها بالتسديد أو الحبس وكان المبلغ كبيراً فساعدها من حولها بما يستطيعون وبالفعل سددوا خمسة آلاف جنيه من المبلغ ولكن لم يرحمها الرجل أو يرحم مرضها ليقدم الإيصالات الباقية ويسجنها خمس سنوات بالخمسة آلاف الباقية عليها لتترك أولادها مجبرة فى مواجهة هذه الحياة بمفردهم، لم يكن قلقها وأنا أحاورها على نفسها أو صحتها بل كان صوتها وقلبها ملهوفين على فلذة أكبادها، فاللهم ارحم قلوباً تتألم ولا تتكلم.