الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
اقتربت بشائر الأيام المباركة واقتربنا من عتبات الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك فبأى حال عُدت يا رمضان وبأى حال وجدت عليه مصر والمصريين فنحن فى انتظار رمضان بما يحمله من خير وحب ووئام، ولقد علمنا رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، كيفية حب الطاعة وحب الوئام ولم الشمل والتآخى بين بعضنا البعض، وأن تجتمع الأمة على قلب رجل واحد، فعن الرسول- صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المؤمنين فى تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى»، وتتجدد فرصتنا فى هذا الشهر الكريم الذى اشتقنا جميعاً إليه أن نعاود السير على خطى الحبيب، صلى الله عليه وسلم، ونتقارب جميعاً وتتآلف قلوبنا مرة أخرى ونتسابق لعمل الخير لبعضنا البعض.. وكلنا نشتاق إلى رمضان وإلى الخير الوفير فى رمضان، وشوق الإنسان لرمضان ينبنى على مدى حب الإنسان لله سبحانه وتعالى ولحبه للطاعة التى تقربه من المولى، عز وجل، فنرى الصحابة، رضوان الله عليهم، كانوا يقضون ستة أشهر يسألون المولى، عز وجل، أن يبلغهم رمضان، وعندما يأتى رمضان ويصومون ويقومون ويكرمون اليتامى والمساكين والفقراء ويختمون القرآن نراهم يقضون ستة أشهر يسألون الله أن يتقبل منهم أعمالهم فى شهر رمضان، فكانت السنة كلها بالنسبة للصحابة رضوان الله عليهم تدور حول رمضان لما له من مكانة عظيمة عند المولى عز وجل ويطيب لبعض العلماء تشبيه مكانة رمضان بين باقى الشهور بالنسبة للمولى عز وجل بمكانة سيدنا يوسف، عليه السلام، بين إخوته بالنسبة لسيدنا يعقوب، عليه السلام، لما كان لسيدنا يوسف من محبة عظيمة فى قلب أبيه يعقوب عليهما السلام..
فكم من الخير فى هذا الشهر الفضيل الذى من الممكن أن نجعله مشروعا لإنقاذ أنفسنا ولإنقاذ أمتنا فالله سبحانه وتعالى جعل من سننه أنه ما نزل بلاء إلا بذنب وقع ولا رفع البلاء إلا بتوبة، فمن ضمن مشاريع إنقاذ الأمة التوبة، فكم من أمم أوشكت على الهلاك ونجت بفضل الله وتوبتهم إليه سبحانه وتعالى، فالشقاق والمشاكل الموجودة الآن فى أرض الله سبحانه وتعالى وليست فى مصر فقط، بل فى كل أقطار بلاد المسلمين. هذا الشقاق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه «ما تواد اثنان فى الله فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما» فالذنب يفرق بين الناس بعضها البعض، فلنتب إلى الله جميعاً ونتخذ من هذا الشهر الكريم فرصة لإصلاح ذات بيننا.