• الرئيسية
  • البرامج
  • برنامج رمضان المصري
  • برنامج مولانا
  • برنامج أبواب الخير
  • برنامج اجمل ناس
  • المقالات
  • من هو عمرو الليثي
banner

الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي

banner

بئر الحرمان

قناة الموقع على اليوتيوب

يُعد فيلم بئر الحرمان إنتاج عام ١٩٦٩ لأستاذى المخرج الكبير كمال الشيخ، عن قصة للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، واحدًا من أهم الأعمال السينمائية التى تناولت المرض النفسى بعمق إنسانى وجرأة غير معتادة فى السينما المصرية آنذاك. الفيلم لا يكتفى برواية حكاية درامية مشوّقة، بل يغوص فى أعماق النفس البشرية، كاشفًا عن صراع داخلى لامرأة ممزقة بين صورتها الاجتماعية المثالية واحتياجاتها النفسية المكبوتة. وقد حكى لى الأستاذ كمال الشيخ المخرج الفذ بناء شخصية بطلة الفيلم «ناهد»، التى أدّت دورها ببراعة سعاد حسنى، هى فتاة من الطبقة الراقية، ملتزمة، هادئة، وتعيش فى كنف أسرة محافظة. فى الصباح، تظهر كالسيدة المثالية التى تحترمها العائلة والمجتمع، أما فى المساء، فتتحول إلى امرأة ساقطة تبحث عن لذة مؤقتة لا تدرك سبب اندفاعها نحوها. هذه الازدواجية ليست سلوكًا اختياريًا، بل نتيجة لاضطراب نفسى عميق ونتيجة لأم اكتشفت خيانه الأب لها والأب اكتشف خيانة الأم له، وكل منهم ينتقم من الآخر والضحية الابنة وأذكر أن الرائعة سعاد حسنى قد شرحت لى كيف أنه

مقالات متعلقة

  • الرقابة وحدها لا تكفي
  • الدراما وتربية جيل جديد
  • صورة المرأة في الدراما

استطاع الفيلم أن يطرح موضوع المرض النفسى بطريقة واقعية وإنسانية، بعيدًا عن المبالغة أو الوصم. لم يُقدَّم «الانفصام» كجنون مرعب، بل كحالة مأساوية تعيشها امرأة ضحية لأسرة شاذة لا تمنح المرأة حق التعبير عن مشاعرها أو احتياجاتها. استخدام الأستاذ كمال الشيخ للإضاءة والظل، والموسيقى التصويرية الهادئة والمقلقة فى آن، كان له دور كبير فى تجسيد الحالة النفسية المضطربة للبطلة، مما يجعل المشاهد يشعر بارتباكها ويعيش حالتها.

أهمية الفيلم لا تقتصر على الطرح النفسى فحسب، بل تمتد إلى كونه نقدًا اجتماعيًا حادًا. فقد أظهر كيف يمكن أن تتحول المرأة – تحت ضغط الكبت والخوف من الأب والأم مزدوجى الشخصية – إلى كائن مزدوج، يحيا بوجهين فى عالمين متناقضين. فالنهار يفرض عليها قناع الفضيلة، بينما الليل يطلق سراح اللاوعى المكبوت منذ الطفولة. هذه المفارقة هى جوهر «بئر الحرمان»، الذى يعبر عن الفتاه – التى تُجبر على قمع مشاعرها باسم الشرف والتقاليد. وقد تأثر الفيلم بنظريات فرويد فى مجال التحليل النفسى.

قد تكون ناهد حالة متطرفة، لكنها ليست بعيدة عن واقع كثير من النساء اللاتى يعشن تمزقًا داخليًا بين ما تفرضه الأسرة المتناقضة بين الأقوال والأفعال وبين ما يطلبه الجسد والنفس. وقد كانت السينما المصرية، عبر هذا الفيلم، جريئة فى أن تضع المشاهد أمام هذا التناقض الحاد، وتدعوه للتفكير لا فى «الخطأ»، بل فى أسبابه.

فيلم بئر الحرمان ليس مجرد فيلم عن مرض نفسى، بل هو دراسة عميقة فى النفس الأنثوية، وهناك الكثير من الأفلام المصرية التى كانت تمثل صرخة للتعبير عن المرض النفسى وضد أسر متناقة لا تسمح للمرأة بأن تكون كيانًا كاملًا. إنه مثال نادر على كيف يمكن للسينما أن تمارس دورها الثقافى والنفسى والتوعوى بصدق وجرأة.

تابعونا علي

كل الحقوق محفوظة لموقع الدكتور عمرو الليثي/© 2025

تصميم وتطوير بيانات