الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
«ضمير أبلة حكمت» من أولى التجارب الدرامية لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وأول مسلسل من إنتاج قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصرى، وترددت فاتن حمامة فى الموافقة على المسلسل، خوفًا من الفشل بعد تاريخ طويل فى السينما، وكان ظهور فاتن حمامة بعد غياب فى مسلسل تليفزيونى مفاجأة لجمهورها ومحبيها، وكان بالطبع المسلسل الذى ستظهر فيه سيدة الشاشة العربية له مواصفات خاصة؛ فلقد اشترطت أن يكون له موضوع تربوى وتعليمى، وبدأ الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة فى كتابة حلقات المسلسل، وبعد انتهاء كتابة كل حلقة كانت تُعرض على الفنانة فاتن حمامة لتقول رأيها.. وحدث خلاف فى وجهات النظر بين فاتن حمامة والأستاذ أسامة أنور عكاشة الذى رفض إجراء تعديلات طلبتها على السيناريو، مما جعلها تعلن الانسحاب والتراجع عن بطولة المسلسل، وذلك بعد عام كامل من التحضير له، وسفرها للخارج خصيصًا لتشترى ملابس الشخصية وتحضيرها لها، مما جعلها تمسك مفاتيح الشخصية شكلًا وموضوعًا، وتدخل الأستاذ ممدوح الليثى لحل ذلك الخلاف.
ورفض طرح اسم أى ممثلة أخرى لأداء الدور لحرصه الشديد على أن باكورة إنتاج قطاع الإنتاج تكون مسلسلًا كبيرًا وبطلته فنانة بحجم وثقل الفنانة القديرة فاتن حمامة، واجتمع بالسيدة فاتن حمامة والأستاذة إنعام محمد على والأستاذ أسامة أنور عكاشة وحل الخلاف الموجود، وتم بدء التصوير بعد أسبوع فقط من هذا الاجتماع، وحدث أثناء التصوير سوء تفاهم بين فاتن حمامة والمخرجة الكبيرة إنعام محمد على، فهى كانت أول تجربة تليفزيونية لفاتن حمامة، والمعروف أن الأعمال التليفزيونية كانت تُصور بثلاث كاميرات فى وقت واحد على عكس السينما، فكان الخلاف دائمًا بينهما أن فاتن حمامة ترفض أن تتحرك من أجل الكاميرا، وكانت دائمًا تقول: «الكاميرا تتحركلى»، وكان هذا يرجع لتعودها على شغل السينما، وبعد فترة بسيطة انتهى هذا الخلاف وتم الاتفاق بينهما على أن الأستاذة إنعام ستصور هذا المسلسل بأسلوب السينما بنظام الكاميرا الواحدة، وفى أحد مشاهد التصوير طلبت الأستاذة إنعام من فاتن حمامة أن تعيد المشهد ولكنها رفضت، وتدخل الأستاذ ممدوح الليثى، وقالت له السيدة إنعام إنها يمكن أن تعتذر عن المسلسل فردَّ عليها: «مابنغيرش مخرجين المسلسلات» ليستكملوا التصوير.
كان يدير التصوير الراحل العظيم الحاج وحيد فريد الذى كانت السيدة فاتن حمامة تحرص على وجوده دائمًا فى أعمالها، وكانت تعتبره من أهم أعضاء فريقها، فكانت وهى تصور العمل تعلم حرصه عليها وعلى جودة وجمال الصورة وسرعته ودقته مما يجعلها تشعر بالاطمئنان أثناء التصوير، وعلى الرغم من أن معظم أبطال العمل كانوا وجوهًا جديدة فى ذلك الوقت إلا أن الفنانة القديرة فاتن حمامة بذكائها وجمال روحها وشخصيتها وخبرتها الكبيرة استطاعت أن توطد العلاقة معهم بسلاسة ورقى ليخرج لنا عمل لا يُنسى.