كان فيلم «الطريق» هو أول فيلم لشركة القاهرة للسينما، وقد نجح نجاحًا مدويًا، وكان فيلمه الثانى في القطاع «العنب المر»، وأسند إنتاجه للمنتج الكبير رمسيس نجيب الذي كان يعتبره جمال الليثى أستاذه ومعلمه في دنيا الإنتاج، وكان مخرج الفيلم هو الأستاذ فاروق عجرمة، وكان ممثلًا في بعض أفلام السينما المصرية وهو طفل قبل أن يسافر إلى أمريكا ليدرس التمثيل والإخراج في جامعة كاليفورنيا، وعندما عاد استقبله الأستاذ رمسيس نجيب ومعه زوجته الفنانة لبنى عبدالعزيز، وتحمسا جدا لسيناريو فيلم «العنب المر»، وكان جمال الليثى، كما حكى لى، يثق تمام الثقة بأن جزءا كبيرا من حماس الأستاذ رمسيس نجيب والفنانة لبنى عبدالعزيز لعجرمة وفيلمه نابع أساسًا من حلم لبنى عبدالعزيز في الحياة الأمريكية، إلا أنه على الرغم من ذلك لم يبخل بأى مساندة في إنتاج الفيلم، وأحاط الفنانة لبنى عبدالعزيز بمجموعة من النجوم الكبار، وبحث بالفعل عن مزرعة حقيقية للعنب لتصوير المشاهد الخارجية للفيلم وأحداثه التي تدور في حقول العنب أثناء جنى المحصول.. وكان من الواضح أن فاروق عجرمة متأثر بقصة فيلم شاهده في أمريكا، وبدأ فيلمه بلافتة كبيرة تحمل عبارة «الطريق إلى بكاتا»، وهو اسم القرية التي تقع في محيطها المزرعة، وأصبحت هذه العبارة نكتة يتبادلها الوسط الفنى كله، يتندرون بها على المخرج العائد من أمريكا بعد دراسة الإخراج، ولم يترك فيلم «العنب المر» عند عرضه أي أثر يذكر، لكنه لم يسبب خسارة مادية، فهو لم يكسب ولم يخسر، خاصة وقد ساندته أسماء كبار النجوم الذين شاركوا في بطولته.
وللحديث بقية..