الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
مرت علينا منذ أيام قليلة ليلة عظيمة فى قدرها هى ليلة الشفاعة، هى الليلة المباركة، هى ليلة الإجابة، هى ليلة النصف من شعبان، ومن الأسماء السابقة لتلك الليلة ندرك الرحمات التى تتنزل علينا فى تلك الليلة بأمر المولى عز وجل، جعلنا الله ممن تنزلت عليهم تلك الرحمات. وعن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال «إن لربكم فى أيام دهركم نفحات، ألا فتعرضوا لها لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدا». وإذا تدبر الإنسان فى المنح الربانية التى يمنحها الله له والفرص التى يمنحها الله لنا فى كل وقت ليكتب لنا الخير الوفير لتسارعنا فى عمل الخير فى كل وقت، ولتبدلت نياتنا فى أعمالنا وجعلناها لوجه الله تعالى، وهذا هو الإخلاص فالإخلاص فى العبادة شرط من شروط قبولها، فالإخلاص هو تجريد الحواس من متابعة الناس، أى أننا فى كل فعل من أفعالنا أو تصرف أو عمل نقوم به علينا أن نتذكر أننا نعامل المولى عز وجل ولا نعامل الناس من حولنا، ولعلنا نطهر قلوبنا من الداخل فى هذا الشهر الكريم الذى ترفع فيه الأعمال إلى الله،
فنحن فى شهر هو صورة مصغرة من يوم القيامة، فيوم القيامة هو يوم عرض القلب والصحيفة على المولى عز وجل، فيقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم. ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» كذلك شهر شعبان يكون هناك عرض للقلب وعرض للصحيفة وورد ذلك عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال عنه إنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله ولا ينظر الله إلى عمل متشاحنين حتى يصطلحا، والقدرة على الصلح والعفو هى قدرة لا يمتلكها كل البشر، لكن حينما يأخذون أمر العفو والصفح عن الغير على أنه أمر إلهى ويجعلونه ابتغاء وجه الله تعالى ومرضاته سيتسارع الجميع إلى نبذ الخلافات وتتضاءل جميع مشاكلنا وتهون علينا همومنا حتى نفوز بالأجر العظيم من المولى عز وجل. فلقد قال تعالى فى كتابه العزيز «فمن عفا وأصلح فأجره على الله»، فالعفو أيضاً يكون مقرونا بإصلاح وتقويم المخطئ حتى لا يعاود خطأه فى حق أحد آخر.. فلنعفُ ونصفح عن بعضنا البعض.