عشت مع أبى رحمه الله المنتج الكبير والسيناريست الشهير ممدوح الليثى رحلته فى سبيل تخليد الأعمال البطولية التى قامت بها القوات المسلحة خلال فترات حرب أكتوبر 73، وما قبلها حرب الاستنزاف حرب الألف يوم العظيمة، وكان والدى يراوده دائمًا حلم تقديم فيلم كامل عن حرب أكتوبر وكان ينقصه فى ذلك الوقت فكرة كيف يستطيع أن يحصل على جميع الدعم اللازم من القوات المسلحة فى سبيل تقديم عمل يرقى ويليق بملحمة حرب أكتوبر 73.. ومر بتجربة كبيرة فى سبيل التعبير عن حرب الاستنزاف فأنتج فيلم الطريق إلى إيلات وكذلك قدم فيلم حكايات الغريب وكان ينوى تقديم حكايات البطل الشهيد إبراهيم الرفاعى فى فيلم سينمائى كان قد كتب له القصة الراحل الأستاذ جمال الغيطانى.. هذه الذكريات مرت بذاكرتى وأنا ألبى دعوة السيد اللواء أركان حرب أحمد خليفة مدير الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة لحضور عرض خاص لفيلم الممر. فى الوهلة الأولى لعرض الفيلم انبهرت انبهارًا شديدًا بالجودة الفنية والتقنية التى قُدم بها الفيلم على يد مخرج كبير هو الأستاذ شريف عرفة الذى استطاع أن يعبر بصدق شديد وبتفان شديد عن معركة من المعارك التى دارت فى فترة ما بعد يونيو 67 واختياره الموفق للغاية للممثلين بما فيهم الادوار الصغيرة حتى الكومبارس..
الموسيقى التصويرية للموسيقار الكبير عمر خيرت كانت صادقة ومعبرة تعبيرًا شديدًا عن الروح الإنسانية أما سيناريو الفيلم والحوار فيجب أن نتوقف عنده مليا فقد استمتعت بنسيج سمعى وبصرى متكامل عبر فيه شريف عرفة والشاعر الجميل أمير طعيمة وجميع مبدعى الفيلم عن الأحداث الحقيقية خلال تلك الفترة العصيبة من تاريخ مصر. وكونى من المهتمين بالتاريخ وقدمت من قبل حلقات اختراق عن حرب 67 وحرب الاستنزاف فكنت معايشًا للاحداث كما لو أننى أعيش معهم فاستطاعوا أن ينقلوا بتلقائية وإبداع شديد المجتمع المصرى بعد 67 وماذا كان يدور فيه وجسدوا ذلك بعناية فائقة وبأسلوب درامى منقطع النظير فى الصدق والأداء وكان أداء أحمد عز يفوق كل التوقعات فجسد الدور بشكل أكثر من رائع وأعتبر أن هذا الفيلم من أهم الأفلام التى قدمها عز فى مشواره الفنى الكبير وخاصة أن هذا الفيلم سوف يبقى لأجيال وأجيال كوثيقة تاريخية عن بطولة من بطولات القوات المسلحة فى حرب الاستنزاف.
والواقع أن جميع الفنانين الذين شاركوا فى هذا العمل أبدعوا فى أدوارهم أيضًا. أما الإنتاج الضخم الذى قدم به الفيلم من خلال المنتج الكبير هشام عبد الخالق الذى أعلن بوضوح شديد أن هذا الفيلم لم يكن ليظهر للنور لولا دعم القوات المسلحة وذكرنى ذلك بمقولة والدى رحمه الله عندما كان يقول إنه يجب أن تقدم القوات المسلحة فيلمًا لأنها الأقدر والأقوى على إنتاج مثل هذه الأعمال لما تمتلكه من مقومات خاصة بالأسلحة والمعدات والجنود وغيره فى سبيل ظهور الصورة الحقيقية الواقعية للبطولات العسكرية التى تمت فى حرب الاستنزاف وحرب 73 فشعرت هنا بالدور العظيم الذى يلعبه هذا الفيلم.. فتحية لكل مبدعى هذا العمل الوطنى العظيم وتحية كبيرة لأبطال حرب الاستنزاف الباسلة.. وأتمنى فى النهاية كما قدمنا هذه الوثيقة التاريخية العظيمة التى سطرها مجموعة من المبدعين بشكل رائع أن نشاهد قريبًا على الشاشة الفضية فيلمًا عسكريًا كبيرًا يجسد ملحمة حرب أكتوبر العظيمة.