الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
بقلم عمرو الليثي .المغرور
أهل الغرور هم أهل النقص: نقص العقل والقلب والدين والرؤية؛ فالإنسان الذى تتوافر به ناقصة من النواقص الأربع نعلم أنه مغرور ولا نجد مسلماً حقيقياً أو مؤمناً حقيقى الإيمان ويصير مغروراً لأن الغرور ثمرة من ثمرات الكبر، والكبر ثمرة من ثمرات شجرة الغرور، فهما وجهان لعملة واحدة.. والْكِبْرُ هو بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ أى الاستعلاء عليهم؛ فالنعم التى أنعم بها الله على الإنسان يجب أن تُستخدم فى مرضاة الله وليس فى التكبر على خلق الله. فمن يقف عند حدود الله لا يصيبه الغرور. والبيئة لها تأثير كبير فى إصابة الإنسان بالغرور؛ وذلك عندما تكون بيئة فاسدة. فالغرور من ضمن الأشجار الخبيثة التى تطرح فى الدنيا وفى الآخرة. ففى الدنيا الإنسان المغرور تكون عاقبته البغض والكره من كل المحيطين به حتى أقرب الناس إليه، وحتى الذين يدّعون محبته فهم المستفيدون منه دنيوياً، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «يأتى زمان على أمتى يُكرم المرء اتقاء لشره»، أما عاقبة الإنسان المغرور فى الآخرة فتكون وخيمة، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر».. وللتخلص من الغرور لابد أن ندرك أننا إذا تكبرنا على خلق الله فسوف يرسل لنا رب العباد من يتكبر علينا، كما يجب أن ندرك أن الغرور عاقبته غضب الله عز وجل وكراهية الناس، ولابد أن ندرك أن عكس الغرور التواضع، ومن تواضع لله رفعه، فأعظم متواضع فى التاريخ هو النبى، صلى الله عليه وسلم.. فكل النعم تُحسد إلا نعمة واحدة هى التواضع لأنه ضد هوى النفس.. اللهم ارزقنا أحسن الأخلاق لا يرزق أحسنها إلا أنت، وجنّبنا سيئ الأخلاق لا يجنّب سيئها إلا أنت.. اللهم اجعلنا من أهل التقى والعفاف والغنى يا رب العالمين، اللهم اجعل جمعنا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا تفرقاً معصوماً، ولا تجعل بيننا شقياً ولا محروماً، فك الكرب عن المكروبين وسد الدين عن المدينين، اقض حوائجنا وحوائج المحتاجين، ارزق مصر من الخيرات يا رب العالمين، واجعلها على قلب رجل واحد يا أرحم الراحمين، واطرد عنها شياطين الإنس والجن، ووفّقنا لما تحب وترضى، وارزقنا قبل الموت توبة وهداية.