الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
كل عام وأنتم بخير اليوم أول أيام عيد الفطر المبارك، أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات والعيد يكون عيدين عندما يكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.. يا لها من نفحات نورانية جميلة عند الوقوف أمام قبر الرسول الكريم، عليه الصلاة والسلام، بالمدينة المنورة منبعها مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام.. عندما تصل إلى المدينة تشعر بنسيم عليل رغم حرارة قيظ الصحراء.. لكنك تشعر بالهدوء والسكينة من أدنى المدينة إلى أقصاها شعور ينتاب الإنسان عندما يصل إلى المدينة.. فما بالكم عندما تصل إلى المسجد النبوى الشريف تشعر بالقشعريرة تنتابك.. وأنت تدخل من باب جبريل لتسلم على الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.. وأنا أقف أمام قبر الرسول أقول له السلام عليكم يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، أشهد أنك أديت الأمانة وبلغت الرسالة ونصحت الأمة.. وكل من يقف بجانبى أمام قبر الرسول عليه الصلاة والسلام تذرف عيونه بالدموع وهو يتحدث مع الرسول عليه الصلاة والسلام، وكأنه يجلس أمامه يشكو له حاله وأوضاعه وأحزانه وآلامه وأمراضه.. تتكلم وتشعر وكأن الرسول عليه الصلاة والسلام، يستمع لك.. وفى تلك البقعة الشريفة أمام قبر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وجدت نفسى أفكر كيف أن المؤمن السوىّ له الظاهر والباطن.. الظاهر مشارك ومنغمس فى أحداث الحياة، والباطن متعلق ومشاهد من الله سبحانه وتعالى.. فالإنسان المؤمن السوىّ لديه اتزان ما بين أخذه بالأسباب ومشاركته فى كل خطوة فى حياته للصالح والأنفع، وقلبه تارك هذه الأسباب وواقف على باب الله يقول له «يا مغيث أغثنا»..
فالله تعالى مدبر الأمر كله، فالعبد فى التفكير والرب فى التدبير، وكان الصالحون يدعون ربهم: اللهم دبر لى أمرى فإنى لا أحسن التدبير فالله تعالى أمره بين الكاف والنون إذا أراد أمراً فإنما يقول له كن فيكون فالإنسان يجب أن يقوم بما عليه وليأخذ بالأسباب قدر استطاعته وليترك الأمر بعد ذلك لله عز وجل، فانتظار الفرج نوع من العبادة.. فالإنسان يجب أن يعيش الدنيا بفكر الآخرة، فالدنيا ما هى إلا مرحلة الزرع، والحصاد يكون فى الآخرة ويقول أهل السلف الصالح لو كانت الدنيا ذهب يفنى والآخرة خزف يبقى لكان ينبغى أن تؤثر خزفاً يبقى على ذهب يفنى فكيف والدنيا خزف يفنى والآخرة ذهب يبقى.. فلينظر كل منا ماذا صنع لآخرته وماذا أعد لها، ولقد كان شهر المغفرة والرحمة فرصة ذهبية ليتوقف الإنسان عن هرولته فى الدنيا ويستشعر الغاية والهدف الذى خُلق له.. فاللهم تقبل منا أعمالنا وكل عام ومصرنا الحبيب والأمة الإسلامية بخير.