الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
العَجَلة من الأشجار الخبيثة الموجودة فى حياتنا والتى تسبب ثمارها الكثير من الخسائر والنتائج الوخيمة التى لا تحمد عقباها، والعجلة ملكة عند كل البشر منذ بدء الخليقة، ونستدل على ذلك فى قوله تعالى «خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُورِيكُمْ آيَاتِى فَلَا تَسْتَعْجِلُون» والله لا يعجّل بعجلة عبده، والعبد عدو لها، خُلق من عجل، يريد فعل الشىء قبل وقته اللائق.. أى أن الإنسان خلق عجولا يبادر الأشياء ويستعجل وقوعها. ولقد أمرنا الله تعالى بعدم استباق الأحداث فهى ستأتى إلينا دون أن نهرع إليها، وإذا قمنا باستعجال الأمر قبل وقته فسنكون قد استعجلنا المشيئة ولن تكون إلا المشيئة.. وأحيانا تكون العجلة ضد الإيمان ومنافية لأمر الله سبحانه وتعالى، حينما لا يرضى الإنسان بقضاء الله وقدره، ويكون متعجلاً لتحقيق ما يريد، ويضيق ذرعا إذا لم يتحقق، والعجلة مفتاح للوقوع فى الأخطاء التى بدورها تؤدى بنا للفشل.. ومما لا شك فيه أن هناك أمورا فى حياتنا تكون فيها العجلة أمرا محمودا وهى الصلاة لوقتها، والعجلة فى الاستغفار من الذنب وردّ المظالم إلى أهلها وسداد الدين، فالمسارعة إلى رضا الله سبحانه وتعالى من أهم الأمور التى تكون فيها العجلة فضيلة.. كما أن هناك عجلة مستحبة عندما تكون مفيدة للإنسان وللبشرية، وهى العجلة فى اتخاذ الإنسان قرار بدء العمل والإخلاص فيه، وإزالة كل المعوقات التى تسبب تأخرنا عن ركب الحضارة لكى لا يفوتنا قطار العلم والمعرفة؛ فهذه العجلة مستحبة لاستنهاض الأمة ولكنها يجب أن تكون عجلة مدروسة وقائمة على العلم والتخطيط الجيد، وليست عجلة هوجاء تسبب الخسائر الفادحة للأمة.. ولا يوجد تعارض بين الهمة فى إنجاز العمل والعجلة، فكل الأمور يحدث بينها تناغم إذا كانت مدروسة وقائمة على أسس واضحة من الدراسة والإيمان بالهدف المراد تحقيقه، ونسأل الله عز وجل أن يهدينا إلى الطريق الصحيح للعمل على رفعة وطننا الحبيب، ونسألك اللهم أن تنزل على مصر أمر رشد يا رب العالمين، وتطرح لها بركات من السماء والأرض واجعلنا على قلب رجل واحد، وجنّبنا شياطين الإنس ووفّقنا اللهم لما تحب وترضى.