الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
«إصحى يا نايم إصحى وحّد الدايم وقول نويت بكرة إن حييت الشهر صايم والفجر قايم، إصحى يا نايم وحّد الرزاق».. كلمات ترن في القلب كتبها الشاعر الكبير فؤاد حداد، ولحنها الفنان الكبير سيد مكاوى، وحكت لى السيدة أميرة مكاوى، كريمة الشيخ سيد مكاوى، عن تجربة المسحراتى أن في البداية المسحراتى كان برنامجًا يُقدم في الإذاعة بغير الشكل الذي قدمه الشيخ سيد مكاوى والأستاذ فؤاد حداد.
فكان موكلًا إلى عدد من المؤلفين والملحنين تقديم مجموعة معينة من الحلقات على حسب اللون الموسيقى لكل منهم، إلى أن جاء الدور على الشيخ سيد مكاوى، والشاعر فؤاد حداد، فقرر الشيخ سيد مكاوى أن يلغى فكرة وجود آلات موسيقية ويقدمها مثلما يقدمها المسحراتى الشعبى الموجود في الشوارع والحوارى المصرية، وكانت وجهة نظره من إلغاء الآلات الموسيقية الاعتماد على قوة كلمات الشاعر فؤاد حداد، التي تُعد تأريخًا لتاريخ مصر ولأحيائها ولتفاصيلها وهو لم يكن يرغب في التشويش على الكلمات التي تلعب دور البطل.
بالإضافة إلى أنه كان يريد أن يقدمها مثل الحقيقة تمامًا، فالمسحراتى لا يستخدم إلا طبلة فقط وكان سر النجاح الصدق والبساطة.. وكان يرى أنه يوجد تحدٍّ في تصوير حلقة مدتها طويلة ويتلقى فيها تعليمات ويتحرك ويبص يمين وشمال، فكان مستمتعًا بفكرة إنه عارف يصور أمام الكاميرا.. كما روى لى الأستاذ أمير حداد، نجل الشاعر الكبير فؤاد حداد، أن «المسحراتى» في البداية عُرضت على الشاعر الكبير صلاح جاهين عام 1964.
وذلك في نفس عام خروج الشاعر فؤاد حداد من المعتقل، فالأستاذ صلاح جاهين قال إن الأجدر بكتابة المسحراتى هو الشاعر فؤاد حداد، وتم بالفعل إسناد العمل كاملًا إلى سيد مكاوى وفؤاد حداد، الذي بدأ يكتب فيها، فعمل «مقدمة وبداية ووسط»، والحلقة نفسها كانت أغنية وموالًا، ولكن بعد ثلاث حلقات استشعر الصعوبة في الكتابة، إلا أنه عندما سمع صوت الشيخ سيد مكاوى وطريقة أدائه بالحلقات ألهماه فاستطاع أن يكمل باقى الحلقات لتصل إلى ثلاثين حلقة عام 1964، ثم عام 68 ثلاثون حلقة، ثم بعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر عملا ثلاث حلقات في رثائه.
وعام 1974 قدما 15 حلقة، وفى السنين التالية قدما 15 حلقة متفرقة، ثم في عام 1983 قُدم المسحراتى في التليفزيون المصرى من إنتاج أفلام التليفزيون، ووقتها كلم والدى الأستاذ ممدوح الليثى- وكان وقتها رئيسًا لأفلام التليفزيون- الشيخ سيد مكاوى، وأقنعه بعد جهد طويل بأن يحول المسحراتى الذي كان يقدمه هو وصلاح جاهين في الإذاعة إلى فيلم من إنتاج أفلام التليفزيون، وكان مزيجًا من حلقات قديمة وحلقات جديدة