الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
تمر هذه الأيام ذكرى رحيل الفنان الكبير سعيد صالح، رحمه الله، الذى استطاع أن يصنع عالمه الخاص المتفرد وترك بصمة لا تُنسى فى السينما والمسرح والتليفزيون.. تشرفت بلقائه أكثر من مرة، وحكى لى عن تجربة مرضه ودخوله المستشفى، وعن تجربة سجنه والأفكار التى راودته، فقال لى: «عند مرضى ودخولى المستشفى فكرت إنه متبقاش آخر أيامى إنى أبقى عيان وهموت، نفسى تبقى وأنا بشتغل وبمثل.
إنما إنى أموت وأنا عيان دى حاجة مصيبة جدًا وكارثة، عيب طبعًا إنى أموت فى المستشفى، واحد زى القرد لازم أموت وأنا واقف على حيلى لما ربنا يأذن لى إنى أموت، من غير أذية ليا ولا لأى حد، وأموت وكل الناس مسمحانى، اللى أنا غلطت فيهم واللى أنا عكيت واللى أنا شتمتهم واتخانقت معاهم، وأبقى راضى عن نفسى، فأهم حاجة فى البنى آدم إنه يكون راضى عن نفسه.. والأمان فى حياتى لا أستمده من زوجة أو أصدقاء، إنما أستمده من القرآن الكريم، فكل ما أقرأ قرآنا أشعر بأن ربنا مأمن لى حياتى.. والحياة بالنسبة لى تتمثل فى أصدقائى وزوجتى وابنتى، فأنا لا أملك سواهم.. عندما حجيت أربع عشرة مرة كنت فى احتياج لحاجة زى كده، أنا كنت شاب مثل أى شاب بعمل كل حاجة وطايش.
وفجأة لما قعدت فى السجن سنة كانت هذه السنة السبب فى تغيير حياتى بشكل جذرى، ففى السجن قابلت واحد اسمه عم يوسف، هو عرف إنى موجود فى السجن فبعتلى فأنا ماروحتش، وبعدين قررت إنى أروح له فلاقيت الزنزانة مليانة أكل ومليانة ناس ومليانة عساكر فقعدت معاه، وبعدين قالى تعالى نتمشى، وفعلًا كنا فى الدور الرابع فوق السطوح وكنا بنجرى، وقالى إنت مش عاوز ربنا يكلمك؟! قلت له: ربنا يكلمنى أنا!! إزاى؟! قال لى: اقرأ قرآن هتلاقى ربنا بيكلمك، سمعت الكلام ده وروحت جبت مصحف وحفظت عدة سور وسمعتهم له، وكل يوم أحفظ حاجة وأسمعها له لحد ما بقيت بصلى وأصوم، السنة مرت جميلة جدًا، ولاقيت حاجات كثيرة جدًا كانت غايبة عنى، وخرجت من السجن ودعيت الله أعمل عمرة، ولكن يشاء الله أن أحج، وقمت بالحج أربعة عشر عامًا متتالية بدون انقطاع إلا فى عام واحد بسبب إنفلونزا الخنازير. ولما ذهبت هناك انشرح صدرى وتعلق قلبى ببيت الله الحرام، واثق إن الله سيغفر لى لأنه عز وجل وعدنا بالمغفرة بعد التوبة السليمة». رحم الله الفنان الكبير والجميل سعيد صالح.