لا يخلو تاريخنا المصرى العظيم من بطولات وأساطير لأشخاص استطاعوا أن يقهروا المستحيل ويقوموا بما يراه غيرهم ضربًا من الخيال. ومن البطولات العظيمة التى تحققت فى التاريخ المصرى بطولات مقاتلى المجموعة ٣٩ قتال التى تضم صفوة رجال المهمات الخاصة القتالية من التشكيلات كافة.
كانت مهمتهم هى رصد كل كبيرة وصغيرة عن العدو وتكبيدهم أفدح الخسائر، كانت أسماؤهم مصدر رعب للإسرائيليين، سماهم موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلى بمجموعة الأشباح لعدم استطاعتهم الإمساك بهم، تم تشكيل المجموعة فى أعقاب نكسة ٦٧، وأشرف على المجموعة وعلى تنفيذ عملياتها كافة إبراهيم الرفاعى صاحب المواقف البطولية التى ستظل حاضرة فى تاريخ الأمة وذاكرتها.
وقد تشرفت بلقاء هؤلاء الأبطال ببرنامجى اختراق، واقتربت كثيرًا من حياة البطل الأسطورى إبراهيم الرفاعى عندما قمت بعمل عدة حلقات عنه ببرنامج اختراق وتوحدت أقوال الجميع عن مدى جرأته وشجاعته وإيثاره لحب الوطن عن أى حب آخر.
فقد كانت أمنيته أن تكون نهاية حياته إما الاستشهاد أو أن يرى بعينيه رحيل الاحتلال عن أرضه.. ويشاء المولى عز وجل أن يحقق له الأمنيتين معًا ويأتى يوم ١٩ أكتوبر من كل عام تخليدًا لذكرى ذلك البطل الذى ضرب أروع الأمثلة فى الشجاعة والجرأة.. عندما بدأ العدوان الثلاثى على مصر عام ٥٦ كان إبراهيم الرفاعى على رأس المتجهين إلى مدينة بورسعيد.
وفى الأيام الأولى لهزيمة عام ٦٧ قام إبراهيم الرفاعى ومجموعته المقاتلة بعدة عمليات، كانت الضربات الموجعة سمةً مميزةً وأساسيةً فى جميع العمليات التى قام بها.. كان البطل الشهيد إبراهيم الرفاعى نموذجًا للمقاتل المصرى ومعدنه الأصيل، أحب بيته وعائلته وابنه وابنته، إلا أن حبه لمصر كان أكبر. فى بيته لوحة علق عليها ما يقرب من مائة ميدالية رياضية وعشرات البراءات التى تعلن حصوله على أهم الأنواط والأوسمة العسكرية ابتداء من الشجاعة العسكرية من الطبقة الأولى فى مارس عام ٦٠ وحتى نجمة سينا.
وفى حوارى مع السيدة ليلى إبراهيم الرفاعى نجلة البطل الشهيد إبراهيم الرفاعى وعلى الرغم من كونها كانت طفلة صغيرة عندما استشهد إلا أنها كانت كطفلة مدركةً لقيمة هذا البطل ويملؤها الفخر لكونه أباها وتقول عنه: «والدى بالنسبة لى لم يكن أبًا فقط، فقد كان يعاملنى أنا وأخى على أننا أصدقاؤه وكم كان أبًا عظيمًا وإنسانًا فى منتهى الشهامة والرجولة، وإلى يومنا هذا لا تزال الناس تحبه ليس فقط لبطولاته ولكن لإنسانيته ورجولته، وكنت أتمنى أنا وأخى أن نكون ضباطًا مثله، والحمد لله أن أخى نجح فى ذلك.
خاض والدى ٥ حروب ونال أعلى الأوسمة والأنواط، وكان دائمًا يحلم بالنصر أو الشهادة، وحقق له المولى عز وجل أمنيته وكانت دائمًا كلمته التى كان يرددها (طول مانا عايش لازم اليهود يخرجوا من مصر) ونجح أن يطوع كل ما حباه الله به من مهارات عسكرية ورياضية وغيرها فى خدمة هذا الوطن لحبه الشديد لوطنه».