الحكومة دى.. بتشتغل إيه؟
بقلم عمرو الليثى
٢٠/ ٥/ ٢٠١١
هل الحكومة الحالية برئاسة د.عصام شرف حكومة تسيير أعمال أم حكومة مستقرة لها استراتيجيتها الواضحة؟.. المفهوم أن هذه الحكومة جاءت فى ظروف صعبة لتسيير أعمال وإدارة شؤون البلاد بشكل مؤقت، وهنا فنحن لا نحاسب هذه الحكومة كما كنا نفعل من قبل مع مثيلاتها من حكومات مستقرة.. لا نطالبها بإصلاح العشوائيات وتطوير القرى الفقيرة.. لن نطالبها برفع الحد الأدنى للأجور.. أو تعميم الخدمات الصحية المجانية على جميع فقراء مصر.. لن نطالبها بوضع خطة خمسية قادمة لمصر للبناء والنهضة الصناعية والاقتصادية والزراعية والتعليمية.. لن نطالبها إلا بتسيير أمور البلاد، وتوفير الأمن للشعب حتى تتم الانتخابات البرلمانية وتشكل الأغلبية فى البرلمان الحكومة التى تكون مسؤولة أمام مجلس الشعب وأمام المواطن وأمام رئيس الجمهورية المنتخب القادم.. وأن تساءل عندما تخطئ، وأن يقال وزراؤها عندما يتعثرون فى أداء مهامهم الوطنية.. وهذا هو الفرق بين حكومة تسيير الأعمال وحكومة ثابتة مستقرة..
لكن ما لفت نظرى ودعانى إلى كتابة هذا المقال أولاً أننى أثناء وجودى مع مجموعة من الزملاء رؤساء تحرير الصحف فى مصر فى لقاء مع د.عصام شرف قال بالنص إن هذه الحكومة ليست حكومة تسيير أعمال، وإنما حكومة مستقرة.. ويعنى أنها حكومة مستمرة.. ثانياً إن ما تعلنه الحكومة يوميا من إجراءات وتصريحات على ألسنة وزرائها، وكذلك ما تقوم به فى إطار السياسة الخارجية- يعطى انطباعاً للجميع بأنها ليست حكومة تسيير وأنها حكومة دائمة.. فإذا ما ربطنا بين ما قاله د.عصام شرف، الذى أُكنُّ له كل تقدير واحترام وتصريحات وزراء حكومته.. لوجدنا أن هذه الحكومة تريد من المواطن أن يعاملها على أنها حكومة تسيير أعمال، وتتعامل هى مع نفسها على أنها حكومة مستمرة وهنا يكمن الخطر، لأن المواطن فى مصر لا ينتقد أداء حكومة شرف على اعتبار أنها حكومة تسيير، أى حكومة مؤقتة لا تحاسب على ما تقوم به، لأنها جاءت فى ظروف اقتصادية صعبة وثورة، وأنها حكومة سترحل قريبا.. أما إذا تأكد للمواطن المصرى أن هذه الحكومة مستمرة..
فهنا سنبدأ فى محاسبتها على كل ما تقوم به داخليا وخارجيا.. وهنا سنسأل رئيس الحكومة ووزراءه عن قراراتهم وحيثياتها.. ومن الذى اقترحها وعلى أى أساس، ومَنْ الذى وافق عليها خصوصا فى ظل غياب مجلس الشعب، وأيضا فى ظل رفض المجلس العسكرى أن يورط نفسه فى أى مهام تنفيذية ملقياً بها على الحكومة؟..
وعندما نتعامل كمواطنين مع هذه الحكومة على أنها حكومة دائمة فسنحاسبها على ما تقوم به، ويجب على رئيسها أن يلقى بيانه أمام الشعب، موضحا توجهات حكومته وخطتها القادمة على جميع الأصعدة.. على اعتبار أنه لا يوجد برلمان يوافق على خطة وبرنامج الحكومة.. ويجب على الدكتور شرف أن يدرك أنه كما أحبه الناس، وخرج من ميدان التحرير مرفوعا على الأعناق إلى كرسى رئيس الوزراء.. فإن نفس الشعب سيحاسبه كرئيس وزراء مستمر للبلاد عندما يفعله هو وحكومته!!..
والقرار اليوم بيد رئيس الوزراء ويحتاج أن يوضح للرأى العام بمنتهى الشفافية والصدق والذى اعتدنا عليه منه، ويقول بمنتهى الوضوح هل هو رئيس حكومة لتسيير أمور مصر أم رئيس حكومة مستقرة ومستمرة.. وعليه أيضا أن يعرف تبعات اختياره.. إن التجربة أثبتت أن الحكومة الحالية تحتاج إلى أن تدير البلاد بشىء من الحزم لمواجهة هذا الانفلات الموجود فى الشارع، وتعيد للدولة هيبتها، وعندما تسعى الحكومة لكى تستمر فعليها أن تستمع لكل الآراء التى حولها حتى تتخذ القرار الوطنى السليم، ولا تقتصر فى توجهها على فئة محددة أو اتجاه سياسى واحد دون غيره، معتقدة أنها بذلك تحافظ على استمراريتها لكى تتحول من حكومة تسيير أعمال إلى حكومة دائمة لمصر.