الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
من الأعمال الفنية المتميزة التى تم عرضها فى رمضان وكان من أهم أسباب نجاحه الأداء الرائع للنجم كريم عبدالعزيز والسيناريو الراقى للكاتب عبدالرحيم كمال والإخراج الرائع للدكتور بيتر ميمى والإنتاج الضخم لشركة سينرجى، ومما زاد العمل جاذبية تتر المسلسل صوت الفنان وائل الفشنى وأداؤه العذب وهو يشدو برباعية من رباعيات الخيام اسمها «سمعت صوتًا» وتقول كلماتها: سمعتُ صوتًا هاتفًا فى السحر.. نادى من الغيب غفاة البشر.. هبوا املأوا كأس المنى.. قبل أن تملأ كأس العمر كف الَقَدر.
وجسد شخصية الشاعر عمر الخيام باقتدار فى المسلسل الفنان نيقولا معوض، ويعتبر الشاعر أحمد رامى أول من ترجم رباعيات الخيام إلى اللغة العربية عن الفارسية مباشرة حيث ترجمها قبله للإنجليزية الشاعر فتزجيرالد سنة 1859، ثم توالت الترجمات للغات أجنبية وترجمت للعربية من الإنجليزية إلا أن الشاعر أحمد رامى حينما أوفدته دار الكتب المصرية سنة 1922 إلى باريس لدراسة الفارسية فى السوربون، ووقع فى يده نسخة رباعيات الخيام التى قام بنشرها سنة 1867 المستشرق الفرنسى «نيقولا» عن نسخة طهران. فانقطع لقراءتها، وتفرغ لدراستها، ولما انتهى منها قرر نقلها من الفارسية إلى الشعر العربى رباعيات كما نظمها الخيام، وقبل إقدامه على ذلك العمل راجع نسخ الرباعيات الخطية فى دار الكتب الأهلية بباريس، وسافر فى عام 1923 إلى برلين حيث راجع النسخ الخطية المحفوظة فى مكتبتها الجامعة. وصدرت الطبعة الأولى لترجمته عام 1924 فى القاهرة وترجم مائة وسبعين رباعية خيّامية وهو رقم أقل من نصف الرباعيات التى تم اكتشافها لعمر الخيام.
وفى يوم 7 ديسمبر عام 1950 أى بعد ربع قرن من ترجمة أحمد رامى للرباعيات فاجأت أم كلثوم جمهورها فى مسرح الأزبكية وهى تشدو بأبيات من القصيدة وكانت من تلحين رياض السنباطى ليعجب بها الجمهور إعجابًا شديدًا، وتصبح واحدة من أجمل أغنيات أم كلثوم على مر العصور، ولحن الموسيقار الكبير رياض السنباطى 15 رباعية من رباعيات الخيام، اختارتها أم كلثوم بعناية فائقة واستبعدت كل ما يحض صراحة على شرب الخمر وغيرها من الأبيات التى تحض على أن يعيش المرء كما يحلو له، وقدمت أم كلثوم القصيدة على العديد من المسارح فى مصر والدول العربية، وساهم ذلك فى الإقبال على قراءة الرباعيات كاملة.