الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
«المال والبنون» هو مسلسل من أهم كلاسيكيات الدراما المصرية، وقد تم تقديمه على جزأين، الأول عام 1992، والجزء الثانى عام 1995.. بدأت حكاية صناعة هذا المسلسل عندما قام والدى ممدوح الليثى- رحمه الله- بالتواصل مع كاتبنا الكبير الأستاذ محمد جلال عبدالقوى، واستطاع أن يأخذ المسلسل من شركة إنتاج بالقطاع الخاص ليقوم قطاع الإنتاج بإنتاج المسلسل الذى كان لنجاحه الكبير عدة أسباب، أولًا القضية المطروحة فيه، وهى أن المال الحرام لا يُغنى ولا يُسمن من جوع.
ثانيًا مشاركة مجموعة من أقوى النجوم فى العمل، فكما روى لى الأستاذ مجدى أبوعميرة، مخرج العمل، أنه لا يوجد دور فى العمل إلا وتم اختيار الشخصية المناسبة له تمامًا، ولا مجال لأى تنازلات، وجمع المسلسل قامات فنية مثل الفنان يوسف شعبان وعبدالله غيث، وعند وفاته أكمل دوره أخوه الفنان الكبير حمدى غيث، كما روى لى الفنان يوسف شعبان- رحمه الله- أنه يعتبر جميع مشاهده بالمسلسل ماستر سين، لأن كل مشهد كان يذاكره جيدًا ويركز فيه ويؤديه بإحساس كامل، وهو حال جميع الفنانين بالمسلسل الذين كانوا يقومون بإجراء بروفات ترابيزة قبل التصوير، فكانت كل خطوة محسوبة.. كما أن الإنتاج كان عنصرًا أساسيًا من عناصر نجاح المسلسل، فكانت هناك إمكانيات إنتاجية ضخمة وقفت وراء المسلسل، فتم بناء الحارة فى استديو الأهرام أشبه بحى الحسين، وتمت الموافقة على جميع أسماء النجوم المطروحة.
ساهمت موسيقى الموسيقار الكبير ياسر عبدالرحمن، وكلمات شاعرنا الكبير سيد حجاب، وصوت الأستاذ على الحجار والفنانة حنان ماضى فى توليفة النجاح، وعلى الرغم من تسجيل التتر كاملًا، إلا أنه قبل عرضه بيومين فى رمضان أبلغ الأستاذ ممدوح الليثى الأستاذ مجدى أبوعميرة باعتراضه على جملة بالتتر وهى (دنيا غرورة دنية زى الحنش شرانية) لأنها تعتبر سبًا للدهر امتثالًا للحديث القدسى: «لا تسبوا الدهر فإنى أنا الدهر»، وبالطبع ستكون هناك صعوبة فى إعادة تلحين التتر مرة أخرى.
فكان الحل أن سيد حجاب وعلى نفس لحن الأغنية غيّر الجملة إلى «بحلم وأفتح عنيا على جنة للإنسانية». جمع المسلسل أيضًا عددًا كبيرًا من الوجوه الشابة وقتها، والذين أصبحوا نجومًا كبارًا بعد ذلك، ومنهم الفنان أحمد شاكر عبداللطيف، الذى روى لى أنه عند مشاهدته الجزء الأول تأثر بدور الصول شرابى وابنه، وبحث عن رقم تليفون الأستاذ محمد جلال عبدالقوى وكلّمه، وقال له الأستاذ محمد جلال إنه يحب أن يقدم وجوهًا جديدة، وإن الأستاذ ممدوح الليثى قد رشحه للعب هذا الدور بالفعل.. وقد انتشر الكثير من مطالبات المشاهدين بإنتاج جزء ثالث للمسلسل، ولم ينفِ بعض الفنانين ورود الفكرة، وأدعو الشركة المتحدة لما لها من خبرة فى مجال الإنتاج للإقبال على إنتاج جزء ثالث من مسلسل «المال والبنون».