الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
تحدثنا فى الأسبوع الماضى عن دور الإعلام فى نشر القيم الإنسانية ونبذ الكراهية ونستكمل اليوم مناقشة هذا الموضوع الهام، فمما لا شك فيه أن هناك حاجة ماسة الآن، أكثر من ذى قبل إلى التثقيف، تعزيزا للوعى بالمواطنة فى الممارسات الإعلامية، وهذا لن يتحقق إلا بتأهيل الإعلاميين، صائغى هذه الرسالة، ليعملوا على نشر قيم التسامح والمنهج الوسطى.
لذا، أضحى اتباع نهج شامل ومتعدد الجوانب، (يجمع بين المسؤولية الفردية، التدابير القانونية، والمادية والرقمية والاجتماعية) ضروريًا للحد من هذا الخطاب البغيض.. فلنلقى الضوء على هذه التدابير فى نقاط محددة:
المسؤولية الفردية: لعلى أبدأ بها هنا، للتأكيد على أن كل منا له دور فاعل فى الدعوة إلى نبذ خطاب الكراهية ورفضه.
تمكين الأطر القانونية: نحتاج إلى أطر قانونية قوية تحدد خطاب الكراهية وتحظره، يتضمن ذلك تعريفات واضحة وآليات إنفاذ فعالة وحماية ناجزة وكافية للمتضررين.. ضامنة بذلك الاحترام الكامل لحقوق الإنسان الأساسية بما فى ذلك حرية الرأى والتعبير والمساواة واحترام الآخر.
التدابير الاجتماعية: إشراك الأطراف من ذوى المصلحة، شاملة مختلف الجهات: من هيئات التعليم والمجتمع المدنى والوكالات التنموية لوضع برامج واستراتيجيات لمعالجة خطاب الكراهية.
الاستثمار فى البحث العلمى وإنشاء مراكز لرصد البيانات والتحقق من المعلومات: هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث وإنشاء لمؤسسات رصد وتحليل البيانات لزيادة فهمنا للظاهرة وتطوير استجابات تعليمية أكثر فعالية تجاه ما سلف.
التطوير المهنى والتدريب: يساعد توفير التعليم ذى الصلة والعالى الجودة فى تهيئة مناخ من الصعب على الأيديولوجيات البغيضة الانتشار خلاله، حيث يتعين على واضعى السياسات الإعلامية التعليمية استخدام آليات بلغة معاصرة، هادفة إلى تمكين الإعلاميين من التعرف على لغة الكراهية وتحديها، وفهم آثارها الضارة. تعميم محو الأمية الإعلامية (MIL): Media Information Literacy كأداة تمكينية لمعالجة خطاب الكراهية ومواجهته.