تناولنا فى المقال السابق الدور المحورى الذى يلعبه الإعلام كأداة استراتيجية تسهم بشكل مباشر فى تشكيل الصورة العامة للأفراد، المؤسسات، وحتى الدول. ومن خلال صياغة الرسائل الإعلامية بعناية، كيف يمكنه أن يعزز الإيجابيات عن طريق تسليط الضوء على الإنجازات والنجاحات. كما أصبح دور الإعلام مضاعفًا فى بناء الصورة خاصة فى ظل الثورة الرقمية التى تجتاح عالمنا، حيث تتيح وسائل التواصل الاجتماعى والمنصات الرقمية تفاعلًا سريعًا ومباشرًا مع الجمهور؛ وهو ما يشكل تحديًا مستمرًا لبناء السمعة حيث تحولت تلك المنصات الرقمية إلى ساحات مفتوحة تؤثر بشكل مباشر وفورى على صورة الأفراد والمؤسسات والدول.. مما يستدعى أدوات متطورة وأساليب مبتكرة لمواجهة الضغوط الإعلامية وتحقيق التأثير الإيجابى المطلوب.
سأتطرق هنا -فى عجالة – إلى ثلاثة عناصر تحديدًا، أعتقد أنها الأهم، لإدارة الصورة واستدامة بناء السمعه فى عصر الإعلام الرقمى:
إذن، فهى عملية ديناميكية تتطلب رؤية استراتيجية وتفاعلًا مستمرًا. من خلال استخدام الإعلام الرقمى بذكاء وحرفية، يمكن للأفراد والمؤسسات والدول تعزيز صورتهم الإيجابية وبناء علاقة طويلة الأمد مع جمهورهم فى عالم يتسم بالتغير المستمر..
أما على الصعيد الدولى؛ نجد الاتحادات الإعلامية الدولية تلعب دورًا محوريًا فى تعزيز صورة الإعلام على نطاق أوسع؛ من خلال بناء جسور التعاون بين المؤسسات الإعلامية التى تضم شبكات دولية، مما يبرز الإعلام كقطاع موحد وقوى، أيضًا، تتصدى الاتحادات للأخبار المضللة وتحمى استقلالية الإعلام، مما يعزز ثقة الجمهور ويؤكد دوره كمصدر موثوق للمعلومات.
من خلالها أيضًا، يتم وضع معايير مهنية وأخلاقية تضمن النزاهة والمصداقية، إضافة إلى توفير التدريب والتأهيل للإعلاميين. كما تمثل الاتحادات الإعلام على الساحة الدولية، وتدافع عن حقوق الصحفيين، وتعمل على زيادة وعى الجمهور بأهمية الإعلام الموثوقة جهاته؛ مما يرسخ سمعته كأداة للتغيير الإيجابى وخدمة المجتمع.
فى الختام، أود أن أؤكد على امتلاكنا قدرات كامنة وكفاءات مهنية رائعة نستطيع من خلالها أن نحقق رسالة الإعلام النبيلة حتى مع استمرار التحديات التى تحدق بعالمنا، لكننا نظل بحاجة دائمة إلى دعم منظم ومنسق كى نؤمن استمراره صوتًا للحقيقة وأداة للتغيير الإيجابى.