الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
من الموضوعات المهمة التى تطرح نفسها بقوة على الساحة الإعلامية الدولية.. العلاقة بين القيم الأخلاقية ومهارات الاتصال الحديثة.. تلك العلاقة المعقدة التى تتطور يوميًا لتجلب معها الفرص البراقة.. والتحديات أيضا للاعتبارات الأخلاقية.
إننا نجد أنفسنا اليوم كإعلاميين فى العالم أجمع على مفترق طرق- نقطة تتقاطع فيها: قوة وسائل الإعلام العالمية، مع تحديات الالتزام بأخلاقيات المهنة، لتأتى هذه القوة مع مسؤولية هائلة.
إن المراقب للمشهد الإعلامى العالمى يجده ديناميكيًا، فيوميًا يتم قصف الاتصالات الحديثة بمعلومات من مصادر مختلفة، لكل منها تحيزاته وجداول أعماله الخاصة.. لكن المبادئ الأساسية للاتصال الأخلاقى تظل ثابتة.. فمفاهيم مثل: الدقة والإنصاف والمساءلة والشفافية أركان يرتكز عليها الإعلام العالمى المستنير
فى عصر المعلومات اليوم، أصبحت المسؤولية التى يتحملها الإعلاميون فى العالم أجمع هائلة. لدينا القدرة على الإعلام والتثقيف والترفيه، ولكن لدينا أيضًا إمكانية التضليل.. لقد تحول المشهد الإعلامى العالمى بشكل كبير مع ظهور آليات التكنولوجيا الحديثة. فأصبحت الأدوات والمنصات التى نستخدمها للتفاعل متنوعة بشكل متزايد. لكن جوهر التواصل الأخلاقى لا يزال ثابتًا، مما يزيد من الحاجة إلى عوامل التوسط التى تسد الفجوة بين القيم الأخلاقية وذلك التواصل المستحدث.
فكيف نكون متواصلين أخلاقيًا؟، سأبدأ هنا بالعنصر الأهم: دور الإنسان والفرد، صاحب الكلمة.. كيف يمكننا تحقيق ذلك؟، عن طريق الدورات التدريبية والحلقات التثقيفية الكفيلة بأن تنمى لدى كل منا التفكير النقدى: فتلك المهارات المكتسبة تتيح لنا تقييم المعلومات، تحديد التحيزات المحتملة والتمييز بين الحقيقة والرأى.. من ثم اتخاذ قرارات مستنيرة حول ما يجب مشاركته وكيفية تأطير رسائلنا أخلاقيًا.. أيضًا، لن يتأتى هذا إلا بمحو الأمية الرقمية، متضمنة جوانب مختلفة، مثل: الوعى بإعدادات الخصوصية وأمن البيانات، كيفية التحكم فى مشاركة المعلومات، إدراك الفروق فى منصات الاتصال المختلفة والعواقب المحتملة للتواصل الرقمى.
ثم يأتى دور الأطر الأخلاقية والمواثيق التوجيهية: فيتأتى علينا كمنظمات ومؤسسات مهنية وضع مدونات أخلاقية توجيهية للتواصل، كل فى مجالات تخصصه.. متيحة معايير واضحة لاتخاذ القرارات الأخلاقية، وتتيح أيضا المحاسبة والتدقيق.
فلنتذكر دومًا أن آليات الإعلام فى العالم لا تتعلق فقط باتباع القواعد، بل تتعلق ببناء الثقة، وتعزيز الخطاب العام المستنير، والمساهمة فى عالم أكثر عدلًا وإنصافًا.
لنتذكر أيضًا: قوة الكلمة وتأثيرها، والتكلفة البشرية لكلماتنا وأفعالنا.
فالاعتبارات الأخلاقية ليست فكرة لاحقة، ولكنها الأساس الذى نبنى عليه ممارسات إعلامية مسؤولة ومؤثرة.