الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
2-12-2011
سواء جاء الإخوان المسلمون أو السلفيون أو الليبراليون أو أى فصيل سياسى، واستطاع أن يحصل على الأغلبية أو أعلى نسب فى البرلمان القادم فإن هذا يجعلنا نناقش مصير الفريق الآخر.. فإذا ما فاز الإسلاميون بالأغلبية فما مصير الليبراليين؟ هل سيظلون فى ميدان التحرير؟ وماذا إذا حدث العكس؟ ما موقف التيار الآخر؟.. إننا اليوم أمام إشكالية كبيرة.. ولو نظرنا إليها بعمق ودراسة لوجدنا أن الخطر القادم لمصر ليس أن يستأثر فصيل سياسى بالسلطة على حساب الآخر.. ولكن تداعيات ذلك من حدوث فوضى وانقسام داخل الشارع المصرى.. وشعور تيار بأنه غير متواجد تحت قبة البرلمان يجعله يعود إلى الشارع أو الميدان باعتباره اتجاهاً سياسياً يعبر عن فئة فى المجتمع حتى لو كانت فئة صغيرة.. المهم أن يشعر الجميع بأن البرلمان القادم هو برلمان مصر، ولن أقول برلمان الثورة، لأن التجربة حتى الآن تشير إلى أن هذا البرلمان لن يكون برلمان الثورة.. لأسباب عديدة أهمها أن الأحزاب الجديدة لم تحصل على وقت كافٍ لتنظيم صفوفها أو لتعريف الناخبين بها وببرامجها.. ثانياً أن هناك تفوقاً واضحاً فى الإنفاق المالى لبعض المرشحين والأحزاب لم تحظ به أحزاب شباب الثورة، نظراً لضعف إمكانياتها المالية.. وأخيراً فإنه بالتأكيد أن الحزب السياسى الوحيد المنظم فى الشارع المصرى هو حزب الإخوان المسلمين.. فهم متدربون على الانتخابات فى أسوأ الظروف على مدار تاريخ عمر الجماعة منذ عام ١٩٢٨ وحتى يومنا هذا.. وهذا بخلاف أن التصويت فى مصر يتم فى بعض المحافظات على أساس عصبى قبلى بعيداً عن أى توجهات سياسية أخرى.. إذن فالخلاصة أن البرلمان القادم ليس برلمان الثورة.. على أى حال أعود لفكرة استئثار فصيل معين بالأغلبية وعدم تمثيل تيارات سياسية أخرى فى البرلمان القادم.. وهذا يدعونا لفكرة الأقلية المانعة.. أى أن يحرص الناخب فى المراحل الانتخابية التالية أن يلعب على وتر الأقلية المانعة.. أى الأقلية التى تحول دون أن تقوم الأغلبية بفرض سطوتها على البرلمان وتعديل الدستور أو غيره من تشريعات حاكمة.. إن على الناخبين فى المرحلة المقبلة مسؤولية كبيرة تجاه مصر، وهى اختيار الأقلية المانعة التى تمثل تياراً معارضاً داخل البرلمان يستطيع هذا التيار أن يضبط إيقاع المجلس، ولا يجعل فصيلاً سياسياً أو دينياً يستأثر بالسلطة داخل مجلس الشعب.. وحتى لا تتكرر صورة شاهدناها من قبل فى البرلمانات السابقة.. إنها محاولة للم شمل المصريين بكل أطيافهم وتوجهاتهم.. كى يكون البرلمان القادم معبراً عن الشعب المصرى بأكمله ولا يستأثر به تيار واحد.. إن الأقلية المانعة هى صمام الأمان الوحيد لاستقرار ووجود رقابة ذاتية على نواب البرلمان.. إن السيارة عندما تنزل إلى منحدر إذا لم تجد أى مانع أمامها.. ستنقلب وتقع حادثة قد يكون ضحاياها جميع من فى السيارة.