فيلم «الآنسة حنفى» كان بداية ظهور نجومية إسماعيل ياسين والتى شجعت المنتجين رمسيس نجيب وجمال الليثى على إنتاج أفلام تحمل اسمه مثل إسماعيل ياسين فى البحرية والجيش والطيران.
وكانت قصة فيلم الآنسة حنفى مستمدة من الواقع ففى عام ١٩٤٧ انتشرت حادثة كانت الأولى من نوعها فى المجتمع المصرى وهى حادثة الآنسة ف. ا. د ابنة قرية بإحدى المحافظات والتى كانت تعيش منذ صغرها مع جدها بعد وفاة والدها وزواج أمها وكان الجد مزارعًا فقيرًا فعانت هى وأخواتها من الفقر وبعد وفاة الجد خرجت للعمل حتى تستطيع إعالة نفسها وأخواتها وكانت الفتاة لها قدرة كبيرة على تحمل العمل الشاق وأعجب بها أحد الأشخاص وتقدم لخطبتها ولكن قبل الزواج صارحته بما يدور فى خلدها من أنها تشعر بأنها ليست مثل باقى الفتيات وأن جسدها يخلو من مظاهر الأنوثة الطبيعية وأنها تميل أكثر للفتيات وتنفر من الرجال فعرضها أهلها على الدكتور جورجى إلياس بمدينة الزقازيق فرأى أن أنوثتها غير موجودة بنسبة كبيرة، وذهب أهلها بها إلى مستشفى قصر العينى، وقرر الأطباء إجراء جراحة لها لتصبح بعدها «ف» رجلًا كامل الرجولة، وأطلق على نفسه اسم على.
وهنا التقط الكاتب الصحفى جليل البندارى الحادثة من الصحف وفكر فى تحويل هذه القصة لفيلم سينمائى وطرح فكرته على المخرج فطين عبدالوهاب الذى تحمس لهذه الفكرة بشكل كبير وعرض الأمر على إسماعيل ياسين الذى وافق على القيام ببطولة الفيلم وأنتج الأستاذ جليل البندارى هذا الفيلم بنفسه، بعد أن خشى المنتجون التصدى لقصة تتناول قضية حساسة مثل تحول رجل إلى امرأة حتى ولو حتى فى إطار كوميدى ليخرج لنا إلى النور فيلم «الآنسة حنفى» من بطولة إسماعيل ياسين وماجدة وزينات صدقى ومجموعة كبيرة من النجوم، وتدور أحداث الفيلم حول «حنفى» الأخ الذى يتعامل بمنتهى القسوة مع زوجة أبيه وابنتها لمجرد أنهما إناث، إلى أن يضطر إلى إجراء عملية، تحوله إلى أنثى ويتبدل حاله من رجل متشدد إلى أنثى تسعى إلى الحصول على حريتها وتدافع عن حقها فى الحب والزواج.
ولعل الأستاذ جليل البندارى غير فى أحداث القصة الحقيقية فبدل تحول الفتاة إلى رجل جعل الأمر مثيرًا للجدل أكثر وجعل الرجل فى فيلم «الآنسة حنفى» يتحول إلى امرأة «فيفى» وينتهى الفيلم بهروب فيفى وزواجها من «أبوسريع» وهو صديقه المقرب عندما كان رجلًا وعودتها لمنزل والدها بعد ما أصبحت حاملًا فى أربعة توائم فى إشارة إلى أنها استقرت فى حياتها بعد ما مرت به من أحداث غير طبيعية ويصبح فيلم «الآنسة حنفى» أول فيلم يناقش قضية التحول الجنسى، وتم عرض الفيلم عام ١٩٥٤ بعد موافقة الأستاذ سيد الزغبى، رئيس الرقابة فى ذلك الوقت، على عرضه بعد أن كان ممنوعًا من العرض.
برع إسماعيل ياسين فى أداء شخصية المرأة دون ابتذال أو خروج عن حدود اللياقة والأدب ونجح فيلم الآنسة حنفى نجاحًا مدويًا وأصبح من أشهر الأفلام الكوميدية فى تاريخ السينما المصرية. وكان ذلك الفيلم بداية مشوار نجومية إسماعيل ياسين والتى انتهت بمأساة إنسانية فى نهاية حياته الفنية.