الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
كل فكرة عظيمة كانت مجرد حلم تراود صاحبها، والفرق بين الأفكار التى أصبحت واقعا والتى لم تخرج عن سياق كونها فكرة أو حلما الشخص نفسه، فالإنسان هو العامل الأساسى فى تحويل الأفكار والأحلام إلى واقع ملموس يغير به حياته وحياة من حوله، ولا يجب أن يكون حلم الإنسان متوقفا على درجاته فى امتحان معين أو مرحلة تعليمية معينة، فالتعلم الهدف الأساسى منه أن يساعد الإنسان فى الكشف عن مكنونات عقله، وعندما يبوح العقل بأسراره سيدرك الإنسان قدراته الحقيقية التى من الممكن أن يظل طوال عمره لا يعلم عنها شيئا، وكل العظماء الذين أثروا حياتنا باختراعاتهم وأفكارهم، لم يكن الطريق أمامهم فى البداية واضحاً أو سالكاً وسهلاً بل كان تملؤه العراقيل والصعوبات وأحياناً كثيرة انتقادات ممن حولهم، والأمثلة كثيرة وعظيمة فقصة كفاح العالم توماس أديسون الذى أنار حياة البشرية هى مثال حى على أنه من الصعب الحكم على شخص لمجرد بعض السلوكيات التى قد تبدو غريبة لنا، ولكنها لمحة من لمحات شخصيته الفريدة، فقد كان توماس أديسون طفلا غريب الأطوار كثير الأسئلة والشرود، وكان يظهر اهتماما ملحوظا بكل ما تمسكه يده حتى إنه عندما التحق بالمدرسة لم يبق بها سوى ثلاثة أشهر بسبب ما كان يثيره من إزعاج للمعلمين، وكان رأى أساتذته فى المدرسة أنه ولد غبى لا رجاء فيه ولا فائدة من بقائه فى المدرسة نظرا لشروده عن متابعة الدروس، ولكن جاء دور الأم العظيم فى حياة كل منا وهو الإيمان، فالأم دائماً هى من تثق بقدرات أبنائها وتنميها وتأخذ بيدهم نحو الطريق، وهذا ما قامت به والدة توماس أديسون لتضرب هى وابنها المثل لمختلف الأجيال بأن الإيمان والثقة بقدراتنا هو السبيل للوصول إلى ما نريده وأكثر.. فلنضع أيدينا على آذاننا ونكف عن سماع ما يحبطنا أو يثبط عزيمتنا، فالنقد مهم عندما يكون بناء وقائما على أسس صحيحة، ولكن أن نترك أحلامنا فى يد من لا يثقون بها ونكف عن الحلم والمحاولة فذلك ما يجعلنا جميعاً نسخا مكررة لا تقدم لنفسها أو لمن حولها أو للبشرية بشكل عام شيئا جديدا، فلنهزم الخوف من الفشل الذى يسيطر على أفكارنا فلا يوجد نهاية لشىء، وإنما كل النهايات هى بدايات جديدة لنا.