الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
آن الأوان أن يتجه الجميع للبناء والابتعاد عن حالة الاستقطاب التى سيطرت على الجميع خلال الفترة الماضية، وأن نعود إلى فكرة الوطن المستقر.. يجب إنهاء حالة مخالفة القانون التى أصبحت سمة الشارع المصرى.. والبناء ليس كلاماً نتشدق به أو نغنيه، وإنما هو إرادة حقيقية للنمو والتقدم إلى الأمام. وحتى أكون واضحاً فى أفكارى التى أطرحها فإن هناك دورين مطلوبين.. دوراً مطلوباً من الدولة وهو تحديد معالم المستقبل للمواطن حتى يقف على الحقيقة بكل حلوها ومرها لكى يكون لديه أمل واحد.. ودوراً مطلوباً من المواطن الذى صبر وتحمل سنوات طويلة من الحرمان والفقر، أن يصبر قليلا على أمل أن غداً أفضل إن شاء الله. وهنا يجب أن يأتى دور التنمية البشرية فى حياتنا.. أن يكون المجتمع والمواطن يسيران فى اتجاه تنمية المجتمع وأن يساعد الغنى الفقير ويأخذ بيده. إن التنمية البشرية هى الحل السحرى لإيجاد حلول لمشاكلنا العالقة.. هذا دور مؤسسات المجتمع المدنى والمتطوعين فى العمل الخيرى والتنمية البشرية، ليس فقط أن يعطى الغنى الفقير قوت يومه.. ولكن توفير فرص عمل لغير القادرين تتمثل فى توفير كشك لبيع المستلزمات أو توفير رأس ماشية للفلاحة فى الريف، وكذلك يعلم غير القادرين من أطفالنا الذين تضطرهم الظروف أن يتركوا دراستهم للعمل فى الورش من أجل الإنفاق على ذويهم. وأيضا من إطار التنمية البشرية دعم المشروعات الصغيرة للشباب المتخرج حديثا.. وكذلك عمل القوافل إلى صعيد مصر والقرى الأكثر فقراً فى تلك الأيام التى نستقبل بها فصل الشتاء القارس البرودة وإمداد تلك القوافل بالبطاطين والمواد الغذائية والأدوية. إن مجالات عمل الخير كثيرة ومتشعبة المهم أن تخلص النوايا، وليس شرطاً أن تكون عضوا فى جمعية أهلية لفعل الخير، ولكن ابدأ بنفسك. وقد لاحظت خلال الفترة الماضية قيام مجموعة من طلبة كلية الطب جامعة القاهرة بعمل مشروع فى إحدى العشوائيات بالمنيل وقاموا بإصلاح منازلها وفقا لقدراتهم الشخصية، وهذه محاولة تستحق أن نشيد بها ونشجع القائمين عليها. فإذا قام كل شاب متعلم بزيارة أسرة غير متعلمة وعلمهم القراءة والكتابة فإنه سيكون ساهم بشكل كبير فى علاج قضية الأمية وأصبح فاعلا فى المجتمع. إن مجالات التنمية البشرية كثيرة ومتعددة، يبقى كما قلت أن تخلص النوايا، فمصر لن تتغير إلا بأبنائها.. لا تتغير بالشعارات لكن بالإرادة الحقيقية للتغيير.