الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
إنهم يريدون حرق مصر
بقلم عمرو الليثى ١/ ٧/ ٢٠١١ سؤال يتردد فى ذهنى طوال الفترة الماضية مَنْ يريد أن تعم الفوضى أرجاء البلاد.. مَنْ يريد للبلطجة والسرقة أن تكون عرفا يحكم الشارع المصرى.. مَنْ يريد حرق مصر؟.. للأسف مَنْ يحرق مصر الآن هم المصريون أنفسهم.. ولا أعرف لماذا؟.. عندما يفقد الإنسان وعيه ويقوم بحرق المنزل، الذى تربى فيه وكبر فيه وعاش أجمل وأصعب لحظات حياته فيه.. ثم تأتيه الفكرة الشيطانية أن يحرق هذا المنزل.. ألا يعد هذا الإنسان مختلاً.. مريضاً.. سيكوباتياً.. إن الذى يحرق وطنه كمن يحرق منزله.. إن مصر بعد ثورة ٢٥ يناير أصبحت مصرنا جميعاً.. كانت قبل الثورة مصرهم هم.. هم من سرقوها ونهبوها وقتلوا شبابها واستباحوا حرماتها.. ومع ذلك لم نحرقها ولم ندمرها.. أما اليوم وفى الوقت الذى يجب أن ندرك فيه قيمة ومعنى أن مصر عادت لنا.. فلم نعد نحن لها.. وإلا بماذا نفسر ما يحدث الآن من محاولات لإفساد ثورتنا العظيمة.. بماذا نعلل ما يقوم به البعض من إفساد للأمن والطمأنينة فى الشارع المصرى؟.. إن هناك قوة مستترة ومعروفة للجميع تحارب وتريد إفساد ما حققناه.. ولن أكون متجاوزا إذا تصورت أن من أسقطناهم بالأمس، ومن استفادوا وتربحوا من النظام السابق، ومن يمتلكون المال هم من أنصار النظام السابق.. هم أول من يريدون أن ينقضوا على هذه الثورة.. وإلاّ بماذا نفسر حجم الأموال الكبيرة، التى يضخها رجال أعمال الحزب الوطنى فى تمويل مشروعات إعلامية تليفزيونية وصحفية؟.. بماذا نفسر ما حدث فى ميدان التحرير أمس الأول والفاعل ما زال مجهولاً.. بماذا نفسر ما صرحت به السفيرة الأمريكية بأن الولايات المتحدة أنفقت ٥٠ مليون دولار حتى الآن لدعم الإصلاح السياسى فى مصر؟.. بماذا نفسر ما تقوم به دول الخليج وإيران من نشاطات مستترة فى مصر؟.. إن أعداء الثورة كثيرون.. قولوا الفلول أو المحليات أو رجال أعمال الوطنى أو قوى خارجية أو حتى قوى دينية.. المهم أن هناك أعداء واضحين يريدون إفساد الثورة.. يريدون أن نعود لنقول ونكرر ما قاله الرئيس السابق إما استمراره فى الحكم وإما الفوضى.. لهذا فإن المسؤولية الملقاة على عاتقنا كبيرة.. يجب أن نفوت على أعداء الثورة الفرصة فى محاربتها والانقضاض عليها، يجب أن نعود كما كنا من قبل غايتنا الوحيدة هى مصر ولننبذ الفرقة التى تجتاحنا وخلافاتنا واختلافاتنا حول الدستور أم الانتخابات أولا.. يجب أن نرفض كل من يحاول الوقيعة بيننا أو يثير الفتن.. يجب أن نلفظ كل رجل أعمال يحاول أن يدمج المال فى السياسة مكررا بذلك صورة ماسخة رفضناها فى ظل النظام السابق.. يجب أن ندرك أن هناك صناديق أموال خاصة بها مليارات الجنيهات ما زالت تقع تحت سيطرة فلول النظام السابق يستخدمونها للتحريض ضد الثورة، يجب أن نفيق من غفوتنا وسباتنا العميق قبل أن ندمر مصر، ونتحول إلى فرق متناحرة.. إن الثورة المضادة التى مللنا الحديث عنها أصبحت أكثر شراسة وقوة من قبل.. لماذا؟.. لأنها وجدت فينا الأرض الخصبة للفتنة والانقسام.. لأنها استطاعت أن تسخر نفوساً ضعيفة وتستميلها سواء بالمال أو بغيره فى سبيل حرق مصر.. إن مصر أبدا لن تحرق.. إذا عدنا إلى رشدنا وقناعتنا بأن حب ومستقبل مصر أعظم لدينا من مستقبل أى شخص أو جماعة تريد أن تستأثر بالسلطة أو تقفز عليها، أو تعيدنا إلى نظام فاسد رفضناه، ومن أجله قمنا بثورتنا