مستقبل الإعلام المرئى والمسموع والمقروء فى عام ٢٠٣٠
فى ظل التطور التكنولوجى المتسارع يمر قطاع الإعلام بتغيرات هائلة تؤثر بشكل مباشر على كيفية استهلاك المحتوى الإعلامى. مع تقدم الوقت، يواجه الإعلام بأنواعه المختلفة- المرئى، والمسموع، والمقروء- العديد من التحديات والفرص التى ستحدد مستقبله فى السنوات القادمة. ومن المتوقع أن يشهد الإعلام فى عام ٢٠٣٠ تحولًا جذريًا فى طرق الوصول إلى المعلومات، أساليب الإنتاج، وحتى فى مفهوم الإعلام نفسه. الإعلام المرئى: من التليفزيون التقليدى إلى الواقع المعزز والافتراضى. من أبرز التغيرات التى ستطرأ على الإعلام المرئى فى المستقبل هو الاستخدام المتزايد للتقنيات الحديثة، مثل الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضى (VR). سيُتاح للمشاهدين تجربة محتوى تفاعلى، حيث يمكنهم التفاعل مع المشاهد أو حتى اختيار مسارات مختلفة داخل المواد الإعلامية. على سبيل المثال، قد نشهد برامج إخبارية أو وثائقية يمكن للمشاهد فيها التنقل بين المواقع الجغرافية أو الأحداث بشكل مباشر، مما يجعل التجربة أكثر عمقًا وتفاعلية.
علاوة على ذلك، فإن تطور الذكاء الاصطناعى سيعزز من قدرة القنوات على تقديم محتوى مخصص. بدلاً من البرامج الثابتة، سيستطيع الأفراد فى عام ٢٠٣٠ اختيار نوع المحتوى الذى يرغبون فى مشاهدته بناءً على اهتماماتهم الشخصية وسلوكياتهم السابقة. هذا التحول سيؤدى إلى ظهور منصات أكثر تفاعلية وذكاءً، مثل تلك التى تجمع بين البث المباشر والمحتوى المتاح حسب الطلب.
مع نمو منصات البودكاست وظهور التطبيقات الصوتية المتطورة، يُتوقع للإعلام المسموع أن يشهد ازدهارًا كبيرًا بحلول عام ٢٠٣٠. قد تصبح الأصوات جزءًا لا يتجزأ من حياة الأفراد اليومية، حيث يمكن لهم الوصول إلى الأخبار والمحتويات الصوتية المتنوعة باستخدام مساعدات صوتية مثل «سيرى» و«أليكسا». سيساعد الذكاء الاصطناعى فى تحسين جودة المحتوى المسموع من خلال توليد تقارير صوتية مخصصة وأخبار فورية بناءً على اهتمامات المستخدم. من ناحية أخرى، ستستمر برامج البودكاست فى النمو بفضل تنوع المواضيع التى يمكن أن تتناولها. بحلول ٢٠٣٠ من المتوقع أن تُصبح هذه البرامج أكثر تفاعلية، حيث يمكن للمستمعين التفاعل مع المحتوى، سواء من خلال إرسال الأسئلة أو التأثير فى القرارات التحريرية للبودكاست.
بالنسبة للإعلام المقروء، فإن التطورات التكنولوجية ستؤدى إلى تغييرات جذرية فى شكل الصحافة والمجلات. فى المستقبل، سيُعتمد بشكل أكبر على منصات رقمية تدمج النصوص مع الوسائط المتعددة، مثل الفيديوهات والصور التفاعلية. لن يقتصر الإعلام المقروء على الأخبار المكتوبة فقط، بل سيتوسع ليشمل تقارير تفاعلية تتضمن البيانات المرئية، الجرافيكس التوضيحية، وحتى التجارب التفاعلية التى تجمع بين النص والصوت والصورة. سيصبح الإعلام المقروء أكثر تخصيصًا بفضل الذكاء الاصطناعى الذى سيُمكّن من تقديم محتوى يتماشى مع اهتمامات القارئ وسلوكه الرقمى. هذه التقنية ستُسهم فى تحسين تجربة القارئ من خلال توفير مقاطع القراءة المخصصة بناءً على اهتماماته، مما يؤدى إلى تقديم تجربة إعلامية أكثر دقة وملاءمة. وللحديث بقية..