أنتج فيلم «أنا لا أكذب ولكنى أتجمل» فى بداية الثمانينيات وكان مأخوذا من مجموعة قصصية للاديب الكبير إحسان عبدالقدوس «الهزيمة كان اسمها فاطمة» وكانت بها أكثر من قصة قصيرة اختار المخرج الكبير إبراهيم الشقنقيرى ووالدى السيناريست الكبير ممدوح الليثى قصة «أنا لا أكذب ولكنى أتجمل» من هذه المجموعة القصصية ليتم إنتاجها للتليفزيون المصرى الذى كان بدأ فى تلك الفترة إنتاج أفلام تليفزيونية تنافس الافلام السينمائية، ونجحت تلك الافلام فى تلك المنافسة بالفعل بسبب قيمتها الفنية العالية والاستعانة بكوادر فنية متميزة، وناقش ذلك الفيلم قضية لازالت إلى يومنا هذا موجودة وملموسة وهى الصراع الطبقى وخوف الفقير من تقبل المجتمع له، فكما هو معروف تدور أحداث القصة عن شاب متفوق من عائلة متواضعة مادياً يعمل والده «تربى» وتعمل والدته فى خدمة البيوت، وعلى الرغم من تفوقه وشخصيته التى كانت تؤهله للتغلب على تلك الظروف بعد ذلك إلا أنه لم يستطع أن يواجه المجتمع متمثلاً فى زملائه بالجامعة بحقيقة ظروفه، فاضطر للكذب على زملائه فى الجامعة بخصوص أصله، كى ينال احترامهم، ويتمكن من الزواج من زميلته ابنة الدكتور الكبير وعلى الرغم من نجاحه لبعض الوقت فى خداعهم إلا أن الظروف تعاكسه وتكشف حقيقته، فيصرخ مدافعا عن نفسه أنه لم يكن يكذب، وإنما يجمّل حقيقة وضع لم يختره، كى يقبله المجتمع ولكن حبيبته تتركه لأن الحقيقة عندها كانت أقوى من التجميل.
وعلى الرغم من مرور كل هذه السنوات على الفيلم والقصة إلا أننا نجد إلى الان نموذجا لكل من الطرفين، فالازدواجية فى المعايير يعانى منها البعض وخصوصاً عندما يبدأ التعامل الفعلى بين هذه الأطراف بعضها البعض.. ومثل جميع أفلام العملاق أحمد زكى رحمه الله تترك شخصية إبراهيم بصمتها بأدائه الصادق والمميز.