مثلما ذكرنا فى المقال السابق أنه عندما تقلد والدى ممدوح الليثى رحمه الله منصب مراقب عام أفلام التليفزيون صمم أن يبث روحا جديدة فى قطاع أفلام التليفزيون فاستعان بأصحاب المواهب الحقيقية من شباب كتاب السيناريو والوجوه الجديدة والمخرجين الجدد، ولكنه كان يعلم أيضاً أنه للمنافسة عليه أن يجذب ويستعين أيضاً بكبار النجوم وبالفعل استطاع أن يجتذب كبار النجوم للعمل بأفلام التليفزيون مثل العملاق فريد شوقى والفنان الكبير كمال الشناوى والفنان الكبير أحمد زكى وغيرهم من النجوم اللامعين، ورغم أن تكلفة هذه الأفلام كانت قليلة إلا أنها كانت تلاقى مردودا كبيرا لدى الجماهير كما أنه استعان بالنجم العالمى عمر الشريف فى فيلم من أفلام التليفزيون وهو فيلم «أيوب»، فعندما قرأ الأستاذ ممدوح الليثى سيناريو الفيلم كان الاسم الذهبى الذى لمع فى ذهنه هو النجم العالمى عمر الشريف وكان كل المحيطين به يستبعدون فكرة أن يوافق عمر الشريف على الاشتراك فى فيلم من إنتاج التليفزيون،
وخصوصاً أنه فى ذلك الوقت كان يحصل على أجر كبير فى أفلامه العالمية الناجحة ولكن ممدوح الليثى كان يثق ثقة عمياء فى موافقة عمر الشريف وبالفعل كلمه وأرسل له سيناريو فيلم أيوب عن قصة الكاتب الكبير نجيب محفوظ وسيناريو وحوار الكاتب الكبير محسن زايد وإخراج المخرج الكبير هانى لاشين، وبالفعل وافق عمر الشريف وحصل على أجر 2500 جنيه وكان هذا مبلغا ضئيلا جداً بالنسبة لأجره فى أعماله بالخارج ولكن كان لعمر الشريف حسبة أخرى وكان والدى ممدوح الليثى على يقين من هذه الحسبة وهى حب عمر الشريف لمصر ولبيته الأول التليفزيون المصرى.. وعندما بدأوا التصوير طلب عمر الشريف أن يرى أعمالاً لكل من يشاركونه فى الفيلم، وذلك حتى يذيب حاجز عدم معرفته بهم ويتعامل معهم كأنه يعرفهم جيداً، وقد روى لى الفنان الكبير أسامة عباس أنه عندما قابل عمر الشريف لأول مرة وجد أنه يرحب به كما لو أنه يعرفه فتعجب من ذلك فكيف يعرفه وكانت المرة الاولى التى يراه فيها، فوجد الفنان الكبير مصطفى فهمى يخبره بأنه شاهد أعمالاً لكل المشاركين بالعمل حتى يكون هناك ألفة بينهم أثناء التصوير.. وعرض فيلم «أيوب» عرضا تجاريا وحقق نجاحاً كبيراً.. ومن الأحداث التى لا تُنسى خلال تصوير فيلم «أيوب» وفاة النجم الكبير محمود المليجى أثناء فترة الاستراحة عند تحضير أحد المشاهد وكان يجلس إلى جوار الفنان عمر الشريف ويتحدث معه عن الحياة وغرابتها والنوم والاستيقاظ ويمثل أمامهم كيف يستيقظ الإنسان وينام وأغمض عينيه وانبهر من حوله ببراعته فى الأداء ليفاجأ الجميع أن ما يحدث أمامهم لم يكن مشهدا تمثيليا وأنه فارق الحياة، ليحمله والدى ممدوح الليثى إلى منزله بالزمالك.. وظل هذا الموقف محفوراً بداخل والدى ممدوح الليثى وأعتقد أنه ظل محفوراً بداخل كل من حضر هذا الموقف.. وعند عرض فيلم أيوب حقق نجاحاً كبيراً.