الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
اهتمت السينما بتقديم أفلام تناقش قضايا مهمة خاصة بالمرأة والمشاكل التى تواجهها، ولعبت الكثير من الفنانات أدوارًا مهمة فى هذا الإطار، مثل سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة، التى قدمت على سبيل المثال «إمبراطورية ميم» و«أفواه وأرانب»، وناقشت خلال مثل هذه الأفلام عددًا من القضايا، ففى فيلم «أفواه وأرانب» ناقشت من خلاله الجهل والبطالة وكثرة الإنجاب وما ينتج عنها من جرائم، وتم رصد تلك المشكلات من خلال أسرة «أخت نعمت»، ولعبت دورها الفنانة القديرة الأستاذة رجاء حسين، رحمها الله، ولحرص الأستاذة فاتن على مصداقية الأحداث حدث بينها وبين الأستاذة رجاء خلاف على مظهر شخصية أخت «نعمت»، فكما روت الأستاذة رجاء أنها ذهبت للاستديو لتصوير مشهد، وكانت كما درست الشخصية ترى أن سيدة كثيرة الإنجاب يجب أن تهتم بمظهرها وتتزين لزوجها، فذهبت إلى الاستديو وهى تضع ماكياج ومصففة شعرها بطريقة معينة لتتفاجأ عند دخولها بثورة غضب من فاتن حمامة، وهى تصرخ: «لا..لا يا رجاء» لتطالبها الأستاذة رجاء بتوضيح سر غضبها، وردت قائلة: (هُمّه فقرا قوى، واللى انتى عاملاه ده غلط، الشخصية بتقول كذا وكذا).
لتقول لها الأستاذة رجاء: (مش هاصور معاكى اليوم)، لتنادى فاتن حمامة على المخرج الكبير الأستاذ هنرى بركات، وتطالبه بأن تذهب رجاء إلى منزلها اليوم دون أن تصور لتعود إلى منزلها وتلبس جلابية قديمة، وتضفر شعرها، وتضع عليه منديلًا بدون أى خرز، وتذهب فى اليوم التالى إلى الاستديو لتسأل: فى حد معاه مطواة؟!، لتطلب أن يتم قطع الجلابية من الجانب والظهر، وبمجرد أن دخلت وقالت صباح الخير للفنانة فاتن حمامة، قامت الأستاذة فاتن من سعادتها، باحتضانها وتقبيلها، وقالت لها: (هو ده).
وكانت الأستاذة فاتن تهتم بالتفاصيل لشخصيتها ولشخصية كل أبطال العمل، فكانت ترى أن الجميع يجب أن يكون أداؤهم قويًّا، كما أنها لم تكن تكتفى بحضور مشاهدها فقط، بل كانت تحضر حتى المشاهد الأخرى للممثلين، ففى مشهد تنظيف الأستاذة رجاء لـ«الفرخة»، التى سرقها ابنها وأولادها يلتفون حولها فى لهفة وفرحة لهذه الوجبة، التى لا يرونها بسبب فقرهم المدقع، كانت هى تقف خلف الكاميرا تشاهدهم، واختارت وقتها «الطفل»، الذى سيقوم بإنقاذها وتهريبها، وإخبار حبيبها «محمود ياسين» بأنها مظلومة، وكان الطفل هو الفنان «محمد عبدالواحد».
فسينما فاتن حمامة تحديدًا كانت مدافعة عن المرأة وحقوقها، ونحن نحتفل بعيد المرأة ويوم المرأة العالمى ونكرم المرأة، فبالتأكيد لن ننسى أبدًا أن السينما استطاعت أن تعبر عن مشاكل المرأة، وأن فيلمًا كفيلم أريد حلًّا مع غيره من الأفلام استطاعت أن تلعب دورًا كبيرًا فى تعديل الكثير من قوانين الأحوال الشخصية.