الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
الأربعاء 18 ابريل
أسعدني كثيراً خبر تكوين الدكتور محمد البرادعي لحزب الثورة وأنا احمل لهذا الرجل الكثير من التقدير والاحترام إذ أراه الرجل الذي يحمل حلم الثورة في صورته النقية . لايمكن أن ننسي كيف بدأ د. البرادعي الدعوة للتغييرفي الوقت الذي لم يكن هناك أي مؤشرات علي تغيير قادم، ولكنه حمل هذا الحلم الجميل وقدمه للشباب وعمل علي تحقيقه بسواعد المصريين فلاقت دعوته قبولاً عند كثير من الشباب الذي بدأ يعمل ويجتمع معه في منزله ـ في حين شددت عليه الخناق أجهزة الأمن ـ خاصة بعد أن أصبح يمثل عدو الدولة الأول ـ ومنذ ذلك الحين بدأ يتعرض د. البرادعي لحملات تشويه مسعورة لم تنل شخصه فقط وإنما طالت أفراد أسرته أيضاً ونالت من حياته الشخصية والمهنية وألقت عليه اتهامات العمالة مستغلة في ذلك عدم وعي الكثير من الناس وعدم بحثهم عن الحقيقة وراء هذه المعلومات المغلوطة التي قدمتها وسائل الإعلام الرسمية.. وبعد اندلاع الثورة لم ينج د. البرادعي من هذه الحملات المشبوهة فلقد تبنت أجهزة الدولة الرسمية نفس الخطاب العدائي للدكتور البرادعي وهذا في إطار حملات شنتها الدولة علي رموز الثورة ومن شارك فيها محاولة بذلك فصل الشارع المصري عن الثورة ورموزها في إطار خطة محكمة لإجهاض الثورة والالتفاف عليها ولما تقدم د. البرادعي لسباق الرئاسة فإنه لم يسع كما سعي البعض لشو إعلامي أو لنجاح شخصي إنما كان دائماً يسعي لمناخ ديمقراطي حقيقي تنعم فيه مصر بما تستحقه من حرية فلما وجد المشهد غير معبر عما ينتظره المصريون قرر الانسحاب من هذه اللعبة وبرغم معارضتي الشخصية لهذا القرار إلا انني أحترم قرار الرجل: فأنا أختلف معه ولكني أحترم قراره وأري أن الدكتور البرادعي انسحب من السباق الرئاسي إلا انه احتفظ لنفسه بقدر من الاحترام فلم يشارك في أي صفقات مع المجلس العسكري ولم يشارك في أي مجلس استشاري.. لم يتلون البرادعي ولم يغازل الحكام ولم يقدم تنازلات ولم يرض بقواعد لعبة يتحكم فيها الخصم فأراد بذلك أن يكون الغائب الحاضر في المشهد السياسي.. وترددت أخيرا كثير من الشائعات قبل إغلاق باب الرئاسة أشارت الي احتمال تفجير الدكتور البرادعي لمفاجأة ولكن المفاجأة كانت تأسيسه لحزب يشارك فيه الكثير من الرموز الوطنية والسياسية .. ونحن ننتظر هذا الحزب ونتمني ان يكون نواة لحياة سياسية حزبية معارضة يحظي باحترام الكثيرين ويعمل علي لم شمل قوي الثورة التي تلقت ضربات موجعة استهدفت تفتيتها وابعادها عن الحياة السياسية.