الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
الحياة مليئة بكل ألوان وأنواع الدراما ولكن تبقى دراما الحياة أشد وأقسى دراما من أى دراما تليفزيونية.. سأتناول معكم هذه الدراما فى تجارب إنسانية مع مجموعة من الشخصيات قد لا تكون ذات جاه أو مال ولكنها قصص لبشر يعانون فى سبيل الحياة والحصول على لقمة عيش نظيفة، حتى لو لم تكن مغموسة بأى شىء، راضين بما قسمه الله لهم ولا يبتغون إلا تلك الحياة التى قسمها الله لهم.. ومنها حكاية عم أحمد.. عنده 64 سنة مريض بالقلب وقصور فى الشريان التاجى، وبيأخد علاج وأيضا مصاب بارتفاع فى الضغط وتآكل فى غضاريف مفصل الركبتين، لدرجة أن أصبحت قدمه شبه مشلولة، ومريض من 17 سنة بيمشى بعكازين تحت الإبط وبيأخذ 14 نوعا من العلاج. كان شغال قبل مرضه كذا شغلانة فكان عاملا فى مصنع النسيج فى شبرا الخيمة وأيضا مصنع طوب ومصنع زجاج، كان بيقبض 400 جنيه وبعد خروجه على المعاش أصبح يأخذ معاشا 116 جنيها، عايش فى مساكن شعبية أوضتين وصالة، وبيدفع إيجار 100 جنيه، خلاف المياه والكهرباء.. زوجته عندها 65 سنة وهى مريضة عندها تليف على الكبد وبقالها 20 سنة مريضة.. عنده 4 بنات جيهان عندها 30 سنة، متزوجة، ووردة عندها 27 سنة، متزوجة، وهبة 24 سنة وهى مريضة بالسكر، وهند 21 سنة دبلوم تجارة.. عم أحمد كل حلمه فى الحياة دراجة بخارية للمعاقين عشان هو مريض ويروح جلسات كهرباء على رجله لأنه مصاب بالغضروف، وأيضا جلسات كهرباء على القلب لأنه مصاب بتضخم على القلب. والحكاية الأخرى حكاية مصطفى عنده 25 سنة ونظرا لظروفه الصحية فهو ذات جهد قليل جدا لا يمكنه من العمل فى عمل شاق ولكن فى نفس الوقت لا يفضل أن يكون عبئا على أسرته ويريد أن يساعد فى مصاريف البيت.. مصطفى الابن الأصغر ولديه أخ أكبر منه وهو عبدالله 27 سنة بيشتغل مخزنجى فى أحد محال الأحذية ولم يتمكن من الزواج حتى الآن لعدم قدرته المادية على ذلك.. ولد بعيوب خلقية فالقلب باليمين والكبد مكان الطحال والعكس مما يجعله يحتاج رعاية أكثر من غيره.. فى كبره.. بيشتغل أكثر من شغلانة منها تجارة فى الأسواق، كان بينقل البضاعة ويتاجر فيها.. عايشين فى شقة إيجار.. مصطفى نفسه فى موتوسيكل عشان يقدر يوصل طلبات فى المحال ويكون مصدر رزق ليه وهو نفسه يخدم والدته، وفى نفس الوقت يؤسس حياة جديدة له.. هذه نماذج لأناس يعيشون معنا فى الحياة صابرين حالمين ينتظرون الفرج ولا يسألون إلا الله.