كان يرى أن حظه كان هائلًا لتواجده فى فترة زمنية كان المسرح فيها متوهجًا بشكل غير طبيعى، خصوصًا المسرح الشعرى، والموسيقى متطورة، والفنون الشعبية كانت فى قمتها، والأدب والشعر، وكل جوانب الحياة السياسية والأدبية والاقتصادية كانت متوهجة، وكان- على حد قوله لى عن أعماله على المسرح القومى- أحيانًا يشعر بأنه يمشى على السحاب من كم تصفيق الجماهير..
تلك الجماهير الواعية التى تحدث عنها الأستاذ عبدالرحمن أبوزهرة، وحكى لى كيف أن الجمهور محب للغة العربية، ففى أحد العروض المسرحية، كان يقف الفنان الكبير الراحل عبدالله غيث يلقى مونولوجًا، لعبدالرحمن الشرقاوى، وكان طويلًا، حوالى ست صفحات، ليُفاجَأ بالجمهور بعد انتهائه من إلقائه يطالبه بالإعادة، كما لو أنهم جالسون فى حفل لأم كلثوم، وأجبروه على إعادة الإلقاء مرة أخرى.. سألته، فى حوارنا، عن قصة مرضه وسفره إلى ألمانيا، فحكى لى أنه أُصيب بمرض كان يستلزم إجراء عملية جراحية، وكان نجله «أحمد» هناك فى ألمانيا، ودخل مستشفى هايلدبيرج، وأجرى العملية هناك، وهو المستشفى نفسه الذى دخل إليه الرئيس الراحل حسنى مبارك بعد ذلك لإصابته بمرض الأستاذ أبوزهرة نفسه، وحكى لى كيف أن نجله قدم بوكيه ورد للرئيس الراحل حسنى مبارك أثناء فترة علاجه بالمستشفى، ليقوم السيد جمال مبارك بالاتصال بالأستاذ عبدالرحمن أبوزهرة وشكره على هذه اللفتة الطيبة..
ومن أصعب اللحظات التى عاشها فى حياته عندما فارقته السيدة العظيمة، التى شاركته كل حياته، زوجته الراحلة، وكان ذلك منعطفًا جديدًا فى حياته، أدام الله الصحة على فناننا الكبير، وجعله دائمًا ذخرًا للفن والفنانين وللفن الرفيع فى مصر.