الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
«يا ولاد يا ولاد.. تعالوا تعالوا.. علشان نسمع أبلة فضيلة.. راح تحكى لنا حكاية جميلة.. وتسلينا وتهنينا.. وتذيع لينا كمان أسامينا أبلة.. أبلة فضيلة». كنا نجرى على الراديو عندما نسمع صوت أبلة فضيلة تنادى علينا ونلتف حوله لنسمع حدوتها الجميلة، التى لم تكن مجرد حدوتة مسلية، ولكنها كانت تغرس من خلالها القيم والأسس التى ترعرعت عليها أجيال.
تخرجت أبلة فضيلة فى كلية الحقوق، واختارها المحامى الكبير حامد باشا زكى للعمل معه، ولكنها فى إحدى القضايا سعت للصلح بين الخصوم، فعرض عليها حامد باشا العمل فى الإذاعة لأنها لا تصلح للعمل فى المحاماة.
لم تكن بدايتها ببرامج الأطفال، وإنما كانت مذيعة هواء، ولم تكن مقتنعة بمذيعة الهواء، وكانت تريد أن تكون مذيعة أطفال. لم تنسَ رهبتها الأولى من الميكروفون، الذى أصبح بعد ذلك صاحبًا، كما وصفته، وقالت:
«الميكروفون صاحبى بنحب بعض، وأشعر أنه بيطلع منى كل حاجة، فأنت لا تستطيع الكذب أمامه. لم أشعر يومًا أنه قطعة حديد، فدائمًا أشعر أنه حاجة حية، وكنت أول ما ادخل اقول له: صباح الخير، ازيك، واطبطب عليه عشان يطلع صوتى حلو». فى عام 1953 قابلت الرائد الإذاعى بابا شارو، وقالت له أتمنى أن أعمل مذيعة للأطفال، فأخبرها بأنه يتولى هذا العمل وحده. وفى عام 1959 تحقق حلمها، حيث انتقل بابا شارو للعمل فى التليفزيون، ومن هنا عملت فى برامج الأطفال، وعندما شاهدتها حرم الرئيس وقتها وهى تسجل برنامجها قالت: (أبلة فضيلة تروح التليفزيون)، وانهمرت الدموع وقتها من عينى أبلة فضيلة لعشقها للإذاعة ولبرامج الأطفال، كما روت لى، وعندما تولت منصب رئيسة إذاعة البرنامج العام، لم تترك برامج الأطفال، بل على العكس كان عندها استعداد أن تترك المنصب ولا تترك برامج الأطفال، فحاولت التوفيق بين العملين.. عندما طلبت من أبلة فضيلة أن تختم حوارها معى بتوجيه رسالة إلى متابعيها ومحبيها قالت: «يا ولاد.. يا ولاد ارجعوا لطفولتكم، هتلاقوا الدنيا حلوة قوى.. أنا كل لما اتضايق افتكر لما كنت طفلة صغيرة، وقد إيه كانت الدنيا حلوة، والناس حلوين، وإن شاء الله دنيتنا هتكون حلوة من تانى».
وسيظل صوت أبلة فضيلة وحكاياتها فى وجداننا جميعًا.. رحم الله الإعلامية الكبيرة أبلة فضيلة، وأسكنها فسيح جناته.