هات مصحفـك يا بني وإلى الجنة إلحــق بي

[احمد عبد الله5]

حكى لي صديق أن والده المتوفى كان حسن الصوت في قراءة القرآن وفي

آخر أيامه كان يزيد من قراءة القرآن ، وكنت دائما أسمع صوته يردد

القرآن وحين يمر على آية رحمة يسأل الله من فضله وحين يمر على آية

عذاب يستعيذ بالله ، وهكذا كان دأبه

وذات يوم سمعته ينادي على أختي ، فقال لها ما حالك في الدراسة فقالت

بخير وأريد استشارتك في أمر صديقة لي....... ولما انتهت قال لها أبي الحل

وفي النهاية قال أخبريها بــ

( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيئ عظيم) الحج ، فخرجت أختي ،

وفي صباح اليوم التالي كتب لها جوابا وتركه على منضدة كانت بجواره

فلم تنتبه أختي للجواب وعندما دخلت لأوقظه وجدت الجواب وحين أردت

أخذه نهاني فقال يا بني ، دع الجواب وهات مصحفــك ،

فعجبت لذلك! لكن سرعان ما أتيته بالمصحف فقال :

( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها

وبث منهما رجالا كثيرا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) النساء

وزاد عجبي فلاحظ ذلك فقال مسرعا لا تفتح جوابا في غرفتي بغير إذني ،

فقلت أعتذر ، وحين هممت بالخروج قلت له هل تريد شيئا مني؟

فقال حين تأتي أختك أدخلها علي ، فدخلت فأعطاها الجواب

وبعد أسبوع توفاه الله ، وكأنه كان يعلم اقتراب الأجل

لكن بعد انتهائنا من الجنازة أعطتني أختي ورقة وقالت إن أبي أعطانيها

في جوابه حيث كان بالجواب ورقتان واحدة لي والأخرى لك

ولما قرأت الجواب بدايته

(واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) البقرة

ووسطه حافظ على أختك ، وصلة رحمك ، و و و و

ونهايته هات مصحفك يا بني وفي الجنة الحق بي

وكأنها وصية ، وأنا متأثر بها حتى اللحظة ،

وأسأل الله أن يوفقني في تنفيذها

المصحف معي يا والدي ، وإلى الجنة بإذن الله سيكون قائدي.
http://www.youtube.com/watch?v=A1C_r...eature=related