إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-16-2010, 06:52 PM
العدل العدل غير متواجد حالياً
عضو
 

افتراضي ادمان الانترنت


الإدمان على النت مرض الحضارة الحديثة


إن مستعمل الانترنت قد يكتفي بساعة أو اقل في بداية استعماله للانترنت مع الشعور بالمتعة الكافية, ولكن مع تكرار الاستعمال وتشعب العلاقات الألكترونية والفعاليات الأخرى يتولد لدى المستعمل شعور بالحاجة إلى مزيد والمزيد من الوقت للوصول إلى المتعة نفسها التي كان يحققها سابقا, أما في حالة الانسحاب فأنه سيعاني من القلق والتوتر وحدة المزاج.




ونظرا لطبيعة إدمان الانترنيت كونه فشل لا أرادي للتحكم من دون أية حالة سكر أو فقدان للوعي الذاتي فأن كثير من الأطباء النفسيين يقرنون إدمان الانترنت بالإدمان على المقامرة ولكنه لا خلاف بأنه يشترك مع بقية أنواع الإدمان الأخرى بقدرته على التدمير.
وقد قامت جمعية الأطباء النفسيين الأميركية (American Psychiatric Association) بنشر دراسة أجريت على 500 من مستعملي الانترنت بإفراط, كانت تصرفاتهم تقارن بالإعراض المعروفة في تشخيص الإدمان على المقامرة واعتمادا على الإعراض فأن 80% من الذين شاركوا في هذه الدراسة والذين تم تصنيفهم على أنهم انترنت مستقلين أظهروا أدمانا واضحا في سلوكهم النمطي وكانت النتيجة النهائية التي توصلت إليها هذه الدراسة "أن استعمال الإنترنت بإفراط يؤدي بصورة مؤكدة إلى تدمير الحياة الأكاديمية والاجتماعية والمالية والمهنية بالطريقة نفسها التي تقوم بها أشكال الإدمان الأخرى الموثقة بصورة جيدة مثل المقامرة والكحول والمخدرات".
وإذا أردنا استعراض الأسباب الحقيقية التي تدفع بمستعمل الانترنت إلى الغوص عميقا في هذا البحر الالكتروني غير المحدود سنجد أن في المقدمة تقف ضغوط الحياة اليومية والمشاكل التي يعاني منها الفرد في العالم الحقيقي والتي تولد دفعا قويا نحو عالم أشبه ما يكون بالحلم أو الخيال إذ لا قوانين فيزيائية تقيد الحركة ولا قوانين أو أعراف اجتماعية تفرض قيودا على الكلام وكذلك أمكانية التحدث إلى أناس لا يمكن بأي حال الالتقاء بهم في غير هذا العالم كما انه لا تحفظات هناك فيما يمكن أن يقال فالكثير من مستعملي الانترنت نجحوا في إقامة علاقات متينة وصادقة جدا مع أناس لم يلتقوا بهم أبدا وآخرين أيضا أقاموا علاقات مزيفة وبعيدة عن الحقيقة, وكذلك فأن عامل الغموض وإمكانية بقاء مستعمل الانترنت مجهولا بصورة كاملة تشكل أيضا للبعض نوعا من الإثارة التي لا يمكن تحقيقها في عالم الحقيقة وكما قال أحد خبراء الاتصالات " عندما نخلط الاتصالات بالتسلية فأننا سنحصل على عالم أقل ما يقال عنه أنه لا معقول" وبالفعل ففي الوقت الذي أصبحت به شبكة الاتصالات هي الجهاز العصبي الذي يتحكم بحركة العالم نجد أن هذه الخدمة العملاقة تستغل أيضا لقتل الوقت والبحث عن المتعة بصورة غير سليمة فنجد أن تسلية البعض تكمن في أن عالم الانترنت أتاح لهم أمكانية انتحال شخصيات لا تمت لهم بصلة لا من قريب ولا من بعيد وإقامة علاقات على هذا الأساس قد تستمر لشهور طويلة فنجد أن مستعمل الانترنت يعيش شخصيتين منفصلتين تماما واحدة حقيقية وأخرى اليكترونية وليس لديه أي فكرة عن التأثيرات السلبية التي سيعاني منها في المستقبل القريب, أو أن يدعي شاب بأنه فتاة ويقيم علاقات طويلة الأمد مع الآخرين خلال المحادثات المباشرة وهو يظن أنه سيجعل الطرف الأخر في موضع السخرية عندما يكشف له الأمر في آخر المطاف ويشعر أنه قد أنجز عملا يستحق الافتخار ولا يعلم بأنه قد قطع أكثر من خطوة على طريق الاضطراب والاختلال النفسي.
وقد بينت الدراسات النفسية بشأن من هم أكثر الأشخاص تعرضا لخطر الإصابة بمرض إدمان الانترنت بينت الدراسة أن الذين يعانون من العزلة الاجتماعية والفشل في إقامة علاقات إنسانية طبيعية مع الآخرين والذين يعانون من مخاوف غامضة أو قلة احترام الذات (عقدة الصغار) الذين يخافون من أن يكونوا عرضة للاستهزاء والسخرية من قبل الآخرين هؤلاء هم أكثر الناس تعرضا للإصابة بهذا المرض وذلك لأن العالم الاليكتروني قد قدم لهم مجالا واسعا لتفريغ مخاوفهم وقلقهم وإقامة علاقات غامضة مع الآخرين تخلق لهم نوعا من الألفة المزيفة فيصبح هذا العالم الجديد الملاذ الآمن لهم من خشونة وقسوة عالم الحقيقة كما يعتقدون حتى يتحول عالمهم هذا إلى كابوس يهدد حياتهم الاجتماعية والشخصية للخطر.وفي تقرير نشرته جريدة النيويورك تايمز مؤخرا تطرقت فيه إلى بعض القصص الحقيقية لمدمني الانترنت في الولايات المتحدة جاء في أحداها أن امرأة متوسطة العمر قد تم طلاقها من زوجها بسبب الساعات الطويلة وغير المحددة التي تقضيها على شبكة الانترنت حيث جاء في القصة أن تعلقها بشبكة الانترنت وصل إلى الحد الذي جعلها تنسى أطعام أطفالها أو جلب بعض الوقود لإغراض التدفئة, وفي قصة أخرى بشأن شاب في السابعة عشرة من العمر كان يعاني من أعراض الإدمان على الانترنت تقول القصة أنه عندما جلب إلى أحد مراكز تأهيل المدمنين بولاية تكساس كان يعاني من تشنجات والتواءات شديدة نتيجة مكوثه لساعات طويلة بدون أي حراك أمام شاشة الكومبيوتر.
ولكن يبقى أن نقول أن عالم الانترنت ليس هو العدو لمجرد أن كثير من الناس أخذت تعتمد علية لإدارة شؤونها, أن له فوائد كثيرة فهو سريع وصديق للبيئة ومقنع و غزير بالمعلومات وفي الوقت الذي يسهل حياتنا هنالك أمكانية أن يجعل الحياة أكثر تعقيدا, الانترنت يتيح للكثيرين أن يهربوا من العالم الحقيقي ومشاكل الحياة اليومية التي تواجه جميع الناس, وبالنسبة للبعض أصبح تأثير الانترنت بالنسبة لهم لا يقل عن تأثير الكحول أو العقاقير المخدرة, عالم الإنترنت يقوم بخلق مخاطر اجتماعية حقيقية, البعض تكونت لديهم بفعل الانترنت قيم واعتبارات جديدة وآخرون جعلوا العلاقات الاليكترونية تقف جنبا إلى جنب مع علاقات العالم الحقيقي وقد تتفوق عليها أحيانا, أنها مشكلة شائكة عندما ينهمك أحدهم في عالم الانترنت لدرجة إهمال الصحة العامة والعلاقات الإنسانية والعمل وغيرها من المسؤوليات.
ولكن وكما هو شأن أي نشاط أنساني أخر فأن المطلوب هو التعامل مع الأشياء بصورة حضارية, فكذلك عالم الانترنت عندما يستعمل بصورة حضارية فأنه عالم رائع وأداة ممتعة تساهم بشكل كبير جدا بارتقاء الحياة الإنسانية
رد مع اقتباس
قديم 02-16-2010, 08:36 PM   رقم المشاركة : [2]
على الشامى
إداره الموقع
الصورة الرمزية على الشامى
 
افتراضي

فعلا ادمان انا واحد من الناس خسرت حاجات كتير بسببه بس كسبت بردة حاجات كتير
شكرا لك


التوقيع:


على الشامى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-16-2010, 09:48 PM   رقم المشاركة : [3]
اميره علي
عضو VIP
 
افتراضي

[align=center]الأعتدال أهم شيء اللهم أهدنا إلي الرشاد[/align]


اميره علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الانترنت, ادمان


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع