قال رب ارجعون

[الملاك الحزين]

قال رب ارجعون

اخوانى واحبابى لا شك اننا نعيش هذه الايام فى ظل وقت طغت فيه الماديات واستحكمت فيه الشهوات ونسى أكثر الناس الغاية التى خلقهم من أجلها رب الارض والسموات أصبح اكثرنا اليوم يدور فى رحى الدنيا ونحن نغفل ونغض البصر عن قول ربنا
(وما خلقت الجن والاٍنس اٍلا ليعبدون)(الذاريات:
قد ضاع منهم الطريق الى الله وتخبطت منهم الُخطى وما هى اٍلا عيشة أو ضحاها حتى يفتح الواحد منهم عينيه فلا يرى نفسه كما تعود بين الاحياء ولكنه يراها فى معسكر الموتى!!!
فتجده يصيح ويصيح
(رب ارجعون*لعلى اعمل صالحا فيما تركت)
ولكن ابداً لا يجاب
(وحيل بينهم وبين ما يشتهون)(سبأ:54)
فأنت نعم أحدثك انت يا تارك الصلاة اليوم وانت بين الاحياء هل تعشم نفسك بالصلاة غداً بين الاموات؟
وأنتِ يا سيدة الحسن الجمال والميل والدلال يا من غرك جمالك وشبابك وزينتك الى متى؟
الى متى وأنت لا زلتى تستعرضين جمالك الفتان وعودك الغصن بان وكان حقاً عليك أن تصونيه كما تُصان اللآلئ فى الأصداف!!
وأنت يا من قضيت حياتك عاقاً لوالديك متى البر بهما؟
وأنت يا من أكلت الحرام وشربت الحرام ولبست من الحرام أما آن الآوان؟
وأنت يا من تحارب الله بالمعاصى ليل نهار سرا وعلانية أما آن ان تتوب؟أما آن أن تعود؟
أمرُ على المقابر كل حين
ولا أدرى بأى الأرض قبرى
وأفرح بالغنى اٍن زاد مالى
ولا أبكى على نُقصان عمرى
أخى الكريم أختى الغاليه:

حقيق بمن الموتُ طالبُه والقبر بيته والتراب فراشه والدود أنيسه ومنكر ونكير جليسه وهو يتنظر الفزع أن يستعد للقاء الله فلتبادر الآن الآن أخى الكريم بالتوبه
سارع اليها قبل فوات الاوان
انت الان بصحتك وشبابك عد الى الله قبل ان يًحال بينك وبين التوبة بمرض او بموت ووقتها لن يبقى لك اٍلا الحسرة والندامة
(أن تقول نفس ياحسرتى على ما فرطت فى جنب الله واٍن كنت لمن الساخرين*أو تقول لو أن الله هدانى لكنت من المتقين* أو تقول حين ترى العذاب لو أن لى كرة فأكون من المحسنين)(الزمر:56؛57)
دع عنك ما قد فات فى زمن الصبا واذكر ذنوبك وابكها يا مذنب
واخش مناقشة الحساب فاٍنه لا بد يحصى ما جنيت ويكتب
لم ينسه الملكان حين نسيته بل أثبتاه وأنت لاه تلعب
والروح منك وديعة أودعتها ستردها بالغرم منك وتسلب
وغرور دنياك التى تسعى لها دار حقيقتها متاع يذهب
الليل فاعلم والنهار كلاهما أنفاسنا فيهما تُعد وتُحسب
أسأل الله تعالى لى ولكم السلامة والعافية
للمزيد من مواضيعي