إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-23-2010, 04:57 PM
الصورة الرمزية reham
reham reham غير متواجد حالياً
عضو
 


إرسال رسالة عبر Skype إلى reham
افتراضي فلسطين فى سطور

القدس بين العربي والعبرية!!!!
إن فلسطين دولة عريقة لها أصول تضرب بجذورها في عمق التاريخ إلى ما يقرب من أربعة آلاف عام قبل الميلاد أي قبل اكتشاف الكتابة بنحو ستمائة عام أي وبمعنى آخر قبل أن يبدأ حتى التأريخ في عام 4000 ق بدأت هجرة قبائل عربية يطلق عليهم "الكنعانيون" إلى فلسطين وكانت تلك القبائل هي البذرة الأولى لميلاد الدولة الفلسطينية .
ويقول أ.د/ محمد خليفة حسن في هذا الشأن في مقاله "عروبة القدس في التاريخ القديم مع تحليل نقدي لصورة أورشليم في العهد القديم(1/2)" يقول:
"لاشك في أن عروبة القدس في التاريخ القديم أمر مرتبط ارتباطاً عضوياً بعروبة فلسطين في التاريخ القديم، ومن المعروف أن مدينة القدس مدينة كنعانية أنشأها اليبوسيون، وهم جماعة من الكنعانيين، ولذلك سميت المدينة باسم يبوس"قبل أن يتغير اسمها إلى "أوروساليم"، و الكنعانيون هم أجداد الفلسطينيين الذين سكنوا أرض كنعان. والكنعانيون عرب لأن موطنهم الأصلى شبه الجزيرة العربية حيث تكونوا كشعب عن إحدى الهجرات العربية السامية من الجزيرة العربية إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، "
ومن الأمور الطريفة عن دولة الكنعانيين ما قاله المؤرخ هـ. ج. ويلز:
"إذا كان سليماً إعادة بناء الدولة اليهودية التي لم توجد من ألفي سنة على الأقل، ألا يكون من الأسلم العودة ألف سنة أخرى وإعادة بناء الدولة الكنعانية العربية."هـ. ج. ويلز (مؤرخ)
وخلال الألف عام التالية بدأ الكنعانيون في تأسيس قرى ومدن كنعانية إذن فالبداية كانت عربية مائه بالمائه، ثم تلى ذلك وفي الفترة من 2000 ـ 1200 ق م ظهور أنبياء الله ابراهيم واسحق ويعقوب ثم يوسف ـ عليهم السلام ـ وهي ما سميت بفترة الأنبياء.
فلنبدأ إذن بتاريخ هجرة يعقوب ـ عليه السلام ـ الملقب باسرائيل من بلاد كنعان ( فلسطين) إلي مصر بسبب المجاعة لأن الوزير المختص بالاقتصاد وقتها في مصر كان يوسف بن يعقوب ـ عليهما السلام ـ كما قال تعالي
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ علىمٌ ﴾يوسف55
إذن هاجر يعقوب ـ عليه السلام ـ من كنعان لمصر في عام 1675 ق م وظلت سلالات بني إسرائيل نسبة ليعقوب ـ تنعم بالحياة هناك ثم تغير موقف المصريين القدماء حيث اتخذوا من بني إسرائيل خدما وعبيداً وبقي بنو إسرائيل كذلك إلى أن أرسل الله تعالي إليهم و إلى فرعون وقومه رسولين هما موسى وأخوه هارون ـ عليهما السلام ـ وهما من نسل يعقوب ـ عليه السلام ـ وظلا في مشادات مع فرعون مصر حتى فروا لسيناء في طريقهم لدخول فلسطين وعقب ذلك نزول التوراة وانقسامات بني إسرائيل وتيههم في الأرض وهو ما لن نفصله لشيوع معرفته
ولكن ما يهمنا هو أنه في عام 1250 ق م دخل طالوت الملقب ـ بيوشع بن نون حسب بعض الأقاويل ـ ومعه من تبقى من بني إسرائيل لفلسطين وظهر في تلك المعركة داود ـ عليه السلام ـ حيث قام الأخير بقتل جالوت ملك الكنعانيون (أهل فلسطين آنذاك).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
﴿فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾البقرة251
وسنتحدث هنا عن ماهية ذلك الفتح حسب الروايات اليهودية وغيرها وفيه سنذكر ما قاله "جوستاف لوبون":
( لم يكن هنالك فتح بالمعني الصحيح على الرغم من أقاصيص مؤرخيهم المملؤة انتفاخاً ومن تعدد الانتصارات وتقتيل الأهالي وانهيار أريحا )
إذن ما ذكره جوستاف لوبون أن اليهود وكما عهدناهم لم يكونوا ليدخلوا كنعان لولا تفكك الكنعانيين فيما بعضهم وانهيار دولتهم داخلياً و يبالغ العهد القديم في تصوير فتوحات يوشع بن نون خليفة موسى عليه السلام، فيصفه باعتباره نبياً وقائداً عسكرياً قاد القبائل العبرانية إلى أرض كنعان واقتحمها بعد معارك ضارية مع العموريين والمؤابيين والفرزيين والكنعانيين والحثيين والجرجاشيين والحوريين واليبوسيين فأحرقوا بعض مدنهم وقتلوا رجالهم مستخدمين جميع الوسائل. ولا يخفى كذب هذه المبالغات على الباحث المدقق.
إذن نحن في كنعان في عام 1004 في هذا العام تولي سدة الحكم داود ـ عليه السلام ـ وأحب إضافة أمر هام هوان داود ـ عليه السلام ـ هو من شرع في بناء المسجد الأقصى ثم أتمه سليمان ـ عليه السلام ـ
جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه النسائي من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن سليمان بن داود عليه السلام لما بني بيت المقدس سأل الله خلالاً ثلاثة: حُكماً يصادف حِكمة فأوتيه، وسأل الله عز وجل ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه، وسأل الله عز وجل، حين فرغ من بناء المسجد ألا يأتيه أحد، لا ينهزه إلا الصلاة فيه (أي لا يدفعه إلى القدوم إليه إلا نية الصلاة فيه) أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه فأوتيه".
كما يذكر: د/ محمد السيد على بلاسي ـ عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية والخبير الدولي بمنظمة الإيسيسكو ـ في مقاله الصادر في الأهرام المصري 5/11/1999 تحت عنوان "هيكل سليمان... والهيكل المزعوم" قال:
"أ ـ هيكل سليمان:
جاء في الكتاب المقدس أن داوود كان يريد أن يبني هيكلاً للرب في أورشليم ولكن النبي ناتان أبلغه ـ من لدن الرب ـ بأن يترك هذا المشروع لابنه سليمان (صمويل الثاني:7) لماذا ؟ إن داوود نفسه ليشرح سبب ذلك لابنه سليمان شرحاً له دلالته ومغزاه حتى في العصر الحديث وليسمع كهنة الصهيونية التوسعية في فلسطين الآن (أخبار الأيام الأولي:22): وقال داود لسليمان: يا بني، كان في خاطري أن أبني بيتاً لاسم الرب إلهي، فكان إلي كلام الرب قائلاً: قد سفكت دماً كثيراً، وقمت بحروب كبيرة فلن تبني بيتاً لاسمي، لأنك سفكت دماءً كثيرة أمامي على الأرض، وهاهو ذا ابن يولد لك، يكون رجل سلم، أسلمه من جميع أعدائه الذين من حوله، إذ سيكون اسمه سليمان، وسأعطي سلاماً وهدوءاً لبني إسرائيل في أيامه وهو يبني لاسمي بيتاً."
بصرف النظر عن هذا الكلام نخلص إلي أن المسجد الأقصى بإجماع المسلمين وحتى اليهود في كتبهم قد حدد داوود ـ عليه السلام ـ مكان بنائه وشرع فيه ولكن مات دون إتمامه فأتمه بدلاً منه ابنه سليمان ـ عليه السلام ـ
و بحلول عام 973ق م تولي سليمان الحكم خلفاً لوالده داوود عليه السلام ولكن التاريخ الأهم هنا هو أن سليمان عليه السلام قد شرع في بناء هيكل سليمان الشهير الذي يتخذه اليهود السبب الأهم لهدم المسجد الأقصى في بعد اعتلائه الحكم ب 4 سنوات
وهو ما يذكره السفير أحمد الملا في مقاله "حقيقة هيكل سليمان وحائط المبكى" المنشور في الأهرام في 26/11/1999 حيث يقول"
"ولي سليمان عليه السلام الحكم في القدس بعد وفاة والده داوود عليه السلام واستمر حكمه نحو40 عاماً (من سنة 973 حتى 933 ق. م.) ووطد علاقات الصداقة مع ملك مصر وملك صور، وشرع سليمان في بناء الهيكل لعبادة الإله الواحد في السنة الرابعة لجلوسه على العرش، واستغرق بناؤه 7 سنوات أي أنه تم حوالي سنة 962 ق. م. وكان الهيكل بناءً صغيراً مساحته 300 متر مربع، وبطول 100 قدم وعرض 35 قدماً، وأشرف على بنائه فنيون من مصر ومن صور، وحينما احتل نبوخذ نصر حاكم بابل القدس دمر الهيكل وأزاله سنة 586 ق. م. كما أسر صدقيا ملك اليهود وأرسله إلى بابل ومعه 50 ألف أسير."
أي أنه من الراجح حسب آراء العديد من المفكرين أن الهيكل قد شرع سليمان عليه السلام في بنائه بعد أن بدأ فعلىاً في استكمال المسجد الأقصى الذي شرع فيه وحدد موقعه والده داوود عليه السلام فكيف بالله علىكم يقوم سليمان عليه السلام ببناء الأقصى وفي نفس المكان بالتحديد كما يزعم اليهود يقوم ببناء الهيكل !!! هل من المنطقي أن يشيد بناءين مختلفين في نفس الرقعة الأرضية ؟؟؟!!!!
وبعد موت سليمان عليه السلام يتوالى الحكام حتى نصل لما يعرف تاريخياً " نفي بابل" أو " سبي بابل" حيث سقط بنو إسرائيل في أسر ملك بابل عام 587 ق م فذاق أهلها الجوع والمرض.. وقام ملك البابليين "نبوخذ نصر- بختنصر" بنهب المدينة ودك سورها ودمر الهيكل الذي بناه سليمان وأخلى شعبها إلى بابل فيما يسمى بالسبي البابلي فقتل منهم من قتل واستعبد من لم يقتل وهكذا انقرضت مملكة يهوذا وأصبحت كلمة بابل هي العلىا في أورشليم التي كان يسميها البابليون (أورو- سالم) وأصبحت البلاد كلها مستعمرة بابلية تدفع الضرائب لبابل وتتكاتب معها وأصبحت اللغة البابلية هي اللغة الرسمية للبلاد حتى جاء الغزو الفارسي.
ومن الجدير بالذكر أنه في هذه الفترة ظهر نبي الله أرميا ـ حسب بعض الروايات ـ حيث يقول الطبري في هذا:
"أن أرميا بن حزقيا كان من أنبياء بني إسرائيل ومن سبط لاوي، في عهد صدقيا آخر ملوك بني يهوذا ببيت المقدس. ولما توغل بنو إسرائيل في الكفر والعصيان أنذرهم بالهلاك على يد بختنصر، وكان فيما يقوله أرميا: "أنهم يرجعون إلى بيت المقدس بعد سبعين سنة. يملك فيها بختنصر وابنه وابن ابنه ويهلكون، وإذا فرغت مملكة الكلدانيين بعد السبعين يفتقدكم".
وظلوا على هذا الحال حتى استطاع الملك "قوروس" ملك الفرس التغلب على البابليين في عام 546 ق. م.حيث قام كورش ملك الفرس بالهجوم على بابل، وهزم البابليين مستغلاً حالة الضعف التي سيطرت على دولتهم، وبعض الأسرى من اليهود، حيث عملوا له كجواسيس ومرتزقة، وأخذ يمنيهم بإعادة بناء هيكلهم. بل وتزوج منهم فتاة يهودية تدعى أستير. فلما تمكن من الامبراطورية البابلية فتح الباب أمام عودة اليهود إلى أوروسالم، وكان ذلك ليس أمراً خاصا باليهود فقط، فقد سمح بعد ذلك بإعادة كهنة آمون في سيوة إلى مراكزهم الدينية وسمح لهم بإعادة ترميم المعابد المصرية، وهو ما يعني سياسة عامة للتسامح الديني في بداية الحكم الفارسي.
أي وقع اليهود تحت سيطرة الفرس لزهاء قرنين كاملين.ولا نغفل هنا عن ذكر أن قوروش قد سمح لهم ببناء الهيكل للمرة الثانية,وقد ظلوا أعواماً كثيرة يجاهدون في بنائه فمع توالي الحكام بعد قوروش توقف البناء أكثر من مرة لرفض هؤلاء الحكام بناء الهيكل , ويقول جوستاف لوبون عن هذه الفترة:
" إن اليهود لم ينعموا باستقلال حقيقي لأنهم كانوا مهددين من ملوك فارس الذين كانت تساورهم الريبة حول كل حجر يضاف إلى الأسوارآمرين بوقف العمل في غير مرة"
رغم ذلك استطاعوا إتمام بناء الهيكل من جديد في عام 515 ق م في عهد دارا الأول الفارسي. أي بعد سبعين سنة من السبي البابلي على يد بختنصر، كما أخبرهم بذلك نبي الله أرميا.
وقد عبر القرآن الكريم عن هذه الفترة في سورة الإسراء حيث ذكر قيام اليهود بالإفساد في الأرض(فلسطين ) مرتين كانت تلك أولهم حيث قال تعالى:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً{4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا علىكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً{5} ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عليهمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً{6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً{7} عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً{8}﴾
ثم ومن بعد الفرس ما فتئ الفرس الأغارقة والرومان يبسطون سلطانهم المرهوب بالتتابع على تلك المملكة الهزيلة فتتميز هذه المملكة غيظاً من هذا الاستعباد المتصل
وظل الأمر هكذا حتى ميلاد المسيح وكان مولده ـ عليه السلام ـ في بيت لحم، لأمه مريم بنت عمران، صاحبة الكرامات المشهورة والتي كانت أمها قد نذرتها للعبادة والخدمة في بيت المقدس، وبلا أب في أول ولادة خارقة للعادة بعد خلق آدم وحواء. وقد كان وقع هذه الخارقة شديداً ليس على بني إسرائيل بل على مريم نفسها، التي أشفقت من نظرات من حولها فذهبت تدعو على نفسها ((يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً))،
وعندما ألح اليهود في سؤال مريم: من أين أتيت بهذا الغلام؛ أنطقه الله في خارقة جديدة: "قال أنا عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا"، فصدق المؤمنون بآيات الله وأولهم زكريا عليه السلام
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
﴿فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً{23} فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً{24} وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ علىكِ رُطَباً جَنِيّاً{25} فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً{26} فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً{27} يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً{28} فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً{29} قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً{30} وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً{31} وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً{32} وَالسَّلَامُ على يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً{33} ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ{34}﴾"مريم23-34
فاضطرت مريم للجوء لمدينة الناصرة حيث شب وكبر المسيح عليه السلام حتى أتته النبوة فرجع واتخذ المسجد الأقصى منبراً للدعوة ورغم معجزاته الكبرى ورغم إيمان عدد من اليهود به وبدعوته إلا أن باقي اليهود كانوا يرفضون بقاءه فوصل بهم الكفر إلى أنهم أرادوا أن يتخلصوا من عيسى ـ عليه السلام ـ بقتله؛ فوشى به بعض اليهود إلى الملك الروماني، وقالوا إنه يحرض الناس على عدم طاعة الرومان وإعطاء الجزية لهم.
وبعد أن كثرت شكاواهم ضد المسيح ـ عليه السلام ـ، أصدر الوالي الروماني "بيلاتس" أمراً بالقبض عليه وصلبه.
فسعى الجنود الرومان للقبض على المسيح الذي علم بتآمر اليهود فاختفى عنهم، إلا أن أحد تلاميذه وهو يهوذا الأسخريوطي، تحت إغراء المال، قام بإدلائهم على مكانه، وعندما جاؤوا للقبض عليه نجى الله نبيه عليه السلام ورفعه إليه، وألقى الله شبه عيسى على الخائن يهوذا الأسخريوطي (ويقال أن لقب الأسخريوطي تحريف للفظ العبري السيكاري وهو من الأفراد الذين ينتمون إلى السيكاريين الإرهابية)، فظن الجنود الرومان واليهود أنه هو عيسى فصلبوه وهم يظنون أنهم صلبوا المسيح. قال تعالى :
: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً ﴾النساء157
وبذلك يكون الفساد الثاني من بني إسرائيل قد تحقق، وهو المذكور في أول سورة الإسراء، كما قال كثير من المفسرين. إذن تم رفع المسيح عليه السلام إلى السماء في عام 30 م، ومن المعروف أيضاً أن الهيكل الثاني الذي سمح لهم قوروش ببنائه أيضاً انتهى أمره بالدمار التام بعد إقامته بخمسة قرون على يد أحد الأباطرة الرومان(يقال أنه تيتوس مع عدم تأكد تلك الرواية)، ولقد محاه من الوجود سنة70 ميلادية.
وحائط المبكى كان على الأرجح جزءاً من جداره الغربي، واليهود يحرصون على تسميته حتى الآن الجدار الغربي، ويذهبون إليه ليتبركوا به ويبكوا عنده على مجدهم الضائع طالبين الرحمة من الله والمغفرة لذنوبهم وذنوب أسلافهم، التي بسببها دمر الله ملكهم مرتين: على يد بختنصر البابلي، وتيتوس الروماني.
ثم وفي عهد الإمبراطور إيليوس هادريانوس (هادريان) قام اليهود بثورة ضد الرومان (116م )مما أدى أن قام هادريان بالتالي:
× قام بطرد اليهود ومنعهم من الإقامة في القدس أو دخولها (135م) إلا في يوم واحد فقط في السنة ليبكوا أمام أطلال الهيكل(كما قال ول ديورانت في قصة الحضارة)
× فرض عليهم ضريبة شخصية جديدة
ومن ثم لم يعد هناك مركز أساسي لليهود ,أيضا قام الإمبراطور هادريان بتدمير المدينة وأزال معالمها تماماً وأزاح حطام الهيكل، وحرث الأرض وتبرها تتبيراً، ليقيم مكان الأنقاض معبداً وثنياً، سماه جوبيتار على اسم رب الآلهة عند الرومان الوثنيين وغير اسم المدينة إلى "جوبتر كابيتولينا" أو عاصمة الإله جوبتر، "جوبتر" هو كبير آلهة الرومان، و"كابيتولينا" نسبة إلى "الكابيتول" مبنى العاصمة الرومانية، ومنع اليهود من دخولها مرة ثانية.
ومن ثم انتشار اليهودية بأعداد متزايدة في حوض البحر المتوسط (الدياسبورا)*
واستمر اليهود مشتتين على هذا الحال حتى تولى سدة الحكم الامبراطور الرومان "كاركالا" الحكم 211م وبعد تنصيبه بعام واحد منح حق المواطنة لكل سكان الإمبراطورية الأحرار وضمنهم اليهود, وأيضا فلقد سمح لمن يشاء منهم في للعودة لفلسطين، ولكن الغريب في هذا أن أغلب اليهود أن لم يكونوا كلهم آثروا البقاء خارج فلسطين ولم يعد إلا قلة قليلة مما ينفي قول اليهود بيهودية فلسطين فلو كانت كنعان ـ فلسطين ـ وطنهم لكان أغلب اليهود فضلوا العودة وهذا ما يحدث الآن مع أصحاب الأرض من الفلسطينيين اللاجئين خارجها لشعورهم بأحقيتهم في الأرض فهم يستغلون كل محفل ومقام للمطالبة بأحقيتهم في العودة رغم أن أغلبهم ولدوا خارجها واستقروا في أوطانهم الجديدة إلا إنهم وللآن يطالبون بالعودة لأنها وببساطة ديارهم.
في عام 330 أقام الإمبراطور قسطنطين (الذي غير كثيراً من المعتقدات المسيحية وأدخل عليها عقيدة التثليث) مدينة جديدة أسماها القسطنطينية، واتخذها عاصمة لامبراطوريته، ثم غير اسم القدس إلى "إيليا كابيتولينا" أي مدينة النبي إلياهو أحد أنبياء بني إسرائيل - واحتفظت القدس بهذا الاسم حتى العصر الإسلامي حيث كانت تسمى مدينة إيلياء.
وفي عهد قسطنطين تم تدمير المعبد الوثني الذي بناه هادريانوس من أساسه. وظلت الأرض المقدسة تحت هيمنة المسيحيين المثلثين دون وجود معبد قائم فيها يعبده العابدون، ويوحده الموحدون.
[font=/'tahoma/'][/font]وكما تذكر الروايات التاريخية المسيحية أن أم قسطنطين القديسة هيلانة عندما زارت فلسطين اهتمت بالكشف عن أدوات الصلب التي يعتقد المسيحيون أنها استعملت في صلب السيد المسيح ـ عليه السلام ـ وكما تقول هذه الروايات أنها عثرت على الصلىب الذي يعد أثمن المقدسات عند المسيحيين، حيث كان اليهود قد حولوا المكان إلى ازدراء للمسيحيين.
فقامت هيلانة بتنظيف المكان وبنت فيه كنيسة القيامة، ونكاية في اليهود قامت بتحويل المكان الذي توجد به الصخرة المقدسة لديهم إلى مكان للقاذورات، وقد حرمت القديسة هيلانة على اليهود دخول القدس وطردت بقاياهم منها.
ويواصل اليهود تغلغلهم في الدولة الرومانية مما لا ينفي عنهم دورهم في نزاعات الإمبراطورية الرومانية الداخلية وخير دليل على ذلك هو إعلان قام به "ثيودوس الأول" (371-395م) آخر إمبراطور للإمبراطورية الرومانية الموحدة أعلن أن لليهود الحق وحدهم في تحديد أسعار السلع والموازين،وهو الإعلان الذي تلاه بأعوام قليلة انقسام الإمبراطورية الرومانية ثم انهيارها بعد عدة عقود ثم ظهور النظام الإقطاعي وهو نظام ديني شبة عسكري ظهر في أوروبا ابتداءً من منتصف القرن السادس ويستبعد غير المسيحيين، و يعقب هذا إلغاء البطريركية اليهودية في فلسطين ـ ويقال أن هذا حدث بعد وفاة جملائيل السادس بطريرك اليهود ويقال له أيضاً الناسي أي الأميرـ الأمر الذي كان يعني القضاء على آخر مركز ديني ليهود العالم وانفراط عقد الجماعات اليهودية في أنحاء العالم، وبداية استقلال كل جماعة بتدبير كافة شؤونها بنفسها و يدخل في ذلك الأمور الدينية.
كلمة دياسبورا كان يستخدمها اليهود الهيلينيون للإشارة إلى جماعات اليهود التي كانت تعيش متفرقة بين شعوب العالم.
مصطلح الشتات مصطلح قيمي وليس وصيا، لأنه يفترض أن الأقليات اليهودية المختلفة في العالم تربطها رابطة واحدة، وأنها متمركزة حول نقطة واحدة هي "أرض الميعاد" وأنها مشتتة بسبب وجودها خارج هذا المركز، أو بعيدة عنه.
للقاذورات
وقد حرمت القديسة هيلانة على اليهود دخول القدس وطردت بقاياهم منها.
ويواصل اليهود تغلغلهم في الدولة الرومانية مما لا ينفي عنهم دورهم في نزاعات الإمبراطورية الرومانية الداخلية وخير دليل على ذلك هو إعلان قام به "ثيودوس الأول" (371-395م) آخر إمبراطور للإمبراطورية الرومانية الموحدة أعلن أن لليهود الحق وحدهم في تحديد أسعار السلع والموازين
وهو الإعلان الذي تلاه بأعوام قليلة انقسام الإمبراطورية الرومانية ثم انهيارها بعد عدة عقود ثم ظهور النظام الإقطاعي وهو نظام ديني شبة عسكري ظهر في أوروبا ابتداءً من منتصف القرن السادس ويستبعد غير المسيحيين
و يعقب هذا إلغاء البطريركية اليهودية في فلسطين ـ ويقال أن هذا حدث بعد وفاة جملائيل السادس بطريرك اليهود ويقال له أيضاً الناسي أي الأميرـ الأمر الذي كان يعني القضاء على آخر مركز ديني ليهود العالم وانفراط عقد الجماعات اليهودية في أنحاء العالم، وبداية استقلال كل جماعة بتدبير كافة شؤونها بنفسها و يدخل في ذلك الأمور الدينية.
وكعادة اليهود في مختلف الأزمنة ازداد عدم تجانسهم عرقياً ودينياً في كل الدول التي نزلوا بها ففي أسبانيا أطلق عليهم السفارد وفي جنوب فرنسا (يهود البرفنسال) وفي إيطاليا (الإيطالياني) وفي الإمبراطورية البيزنطية (الرومانيون) وفي بولندا ( الأشكناز) وفي العالم العربي ( اليهود المستعربة)
ومن المعروف أن اليهود لم يكونوا أيضاً موضع ترحيب أينما حلوا فانعزالهم وإصرارهم على بناء مجتمعاتهم الخاصة في كل مكان يقيمون فيه كان دائماً مصدر قلق وارتياب لكل من يجاورهم
ولكن اليهود ظل لديهم على الرغم من ذلك دار علىا للفتوى في شؤونهم الدينية وهي مدارس فقهية تشريعية منها مدرسة سورا في العراق، وفومبديتا في آسيا الصغرى،
وهنا نصل للحدث الأهم في تاريخ البشرية جمعاء وهو ميلاد الرسول محمد بن عبد الله ــ عليه الصلاة والسلام ـ في عام 571م وهو الحدث الذي غير مسار التاريخ وبشكل جذري.
ولكننا للأسف لن نتعرض لهذا الحدث بالتفصيل حتى لا نخرج عن موضوع البحث
إذن نعود لمحور البحث والتحديد للدولة الرومانية فقد دبت الفرقة بين رجال الدين المسيحي الذين كانوا كما ذكرنا من قبل مسيطرين على الحكم بصورة أو بأخرى فراحوا يتنازعون حول طبيعة المسيح ـ عليه السلام ـ؛ هل كان ناسوتياً (إنسان له طبيعة البشر) أم لاهوتياً (له طبيعة الإله) أم له الطبيعتان معا!! وغيرها من المسائل الدينية، مما جعلهم فرقاً وجماعات متناحرة جعلت البلاد تتدهور وواكب ذلك تولي أمور البلاد من قبل أباطرة ضعفاء لم يستطيعوا رد العدوان الفارسي عنها، فأرسل كسرى جيشاً جراراً لمحاربة هرقل فانتصر عليه واحتل إيلياء في614م وذبح من سكانها أكثر من 90 ألفاً من المسيحيين وهدم الكثير من الأديرة... وأخذوا البطريرك زخريا إلى بلادهم أسيراً...
وكان لليهود دور كبير أثناء العدوان الفارسي حيث عاونوا الفرس على احتلال المدينة بل وكانوا يشاركون في قتل المسيحيين مما جعلهم موضع اضطهاد فيما بعد.
وقد فرح المشركون بنصر الفرس الوثنيين بينما حزن المسلمون لهزيمة الروم الذين هم أهل كتاب فنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكد أن هزيمة الروم لن تستمر ويبشر بأنهم سينتصرون لاحقاً على الفرس مما دفع أبو بكر رضي الله عنه إلى أن يراهن أحد المشركين على ذلك، قال تعالى:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
﴿الم{1} غُلِبَتِ الرُّومُ{2} فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ{3} فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ{4}﴾ (الروم:1-4).
ثم نعود مسرعين للجزيرة العربية لنرى أن الرسول الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ رغم أنه بعد الهجرة أعطى حق المواطنة لكل اليهود الذين كانوا يقطنوا المدينة المنورة ليتساووا مع المسلمين وغيرهم بها إلا أن نقض اليهود المستمر لوعودهم مع الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ ومحاولاتهم المستميتة للقضاء على زهرة الإسلام في مهدها دفعت الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ لطردهم من الجزيرة العربية فيما بين عامي ( 624 ـ 628م)
ثم يصدق الوعد الحق وعد الله عز وجل ويعود الروم لينتصروا على الفرس كما قال تعالى, ففي عام 627م أعد هرقل قواته وحارب الفرس وانتصر عليهم، ثم عقد الفريقان معاهدة صلح أعيد بموجبها الأسرى إلى بلادهم كما أعيدت الغنائم التي نهبها الفرس، ودخل هرقل إيلياء عام 629م حاملاً على كتفه خشبة الصلىب التي استردها من الفرس، وانتقم من اليهود فقتل منهم الآلاف جزاء خيانتهم للروم أثناء الغزو الفارسي على إيلياء.
ثم يبدأ الفتح الإسلامي لأصقاع الأرض ومن قبله كان الرسول يقوم ببعث الرسائل والسفراء لشتي بقاع الأرض لدعوتهم للإسلام الدين الحق وبعث ضمن ما بعث في محرم لسنة سبع من الهجرة بعث لقيصر الروم رسالة ليدعوه هو وقومه للإسلام ولكن دون جدوى.
ثم بدا الفتح العسكري وما يعنينا هنا بعض المعارك التي أثرت فيما بعد في فتح القدس ومن تلك المعارك:

أ‌- معركة (اليرموك 634م) :ـ فبعد عامين من القتال المتواصل بين المسلمين والحاميات البيزنطية في بلاد الشام ابتداء بمعارك الداثن قرب غزة وأجنادين قرب الرملة، وفحل وبيسان في فلسطين، وآبل الزيت بالقرب من إربد في الأردن، ومآب في شرقي الأردن، وامتداداً إلى دمشق وحمص شمالاً، أدرك البيزنطيون خطورة حركة الفتح الإسلامية وعمد هرقل إلى حشد الجموع الهائلة بقيادة "ماهان" لإجلاء المسلمين عن بلاد الشام. ويقول أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه بخصوص هذه الحشود في رسالته إلى عمر بن الخطاب:
"نفرت الروم إلينا براً وبحراً وسهلاً وجبلا ولم يخلفوا وراءهم رجلًا يطيق حمل السلاح إلا جاؤوا به".
ويقدر المقل من المؤرخين حشود البيزنطيين بمائة ألف، ويجعلهم المكثر أربعمائة ألف، وبين ذلك روايات أخرى. أما المسلمون فكانوا قلة فقد قيل أنهم كانوا أربعة وعشرين ألفاً، وقيل كانوا ستة وأربعين ألفاً، وكان بينهم ألف من الصحابة منهم مائة ممن حضر معركة بدر, واشترك في المعركة أيضاً عدد من القبائل العربية.
تقابل الجانبان وبدأ القتال بينهما على شكل مناوشات، وكان المسلمون في البداية يقاتلون مستقلين بإمرة أمرائهم، فكل أمير يقاتل وجنده، ثم بعد ذلك وحدت الصفوف تحت راية واحدة، وتنسب الروايات إلى خالد بن الوليد أمر وضع خطة القتال وتنظيم جند المسلمين بإزاء الروم. وأنه قسم الجيش ميمنة وميسرة وقلباً، وجعلهم كراديس باعتبار الكراديس أفضل تعبئة في رأي العين إزاء عدو له الكثرة الهائلة التي يتمتع بها البيزنطيون. وجعل خالد الجيش أربعة كراديس، وجعل لكل كردوس قائداً، فجعل على الميمنة عمرو بن العاص، وعلى الميسرة يزيد بن أبي سفيان، وأبا عبيدة بن الجراح في القلب، ووضع أمراء الجيش وأهل النجدة والشجاعة والبأس على هذه الكراديس، وجعل القصاص والقراء يحرضون الجند على القتال، ويستثيرون طاقاتهم الروحية، ووقفت النساء من خلف المقاتلين يحضضن على القتال. ومما يروى عن خالد بن الوليد في كلمة مشهورة رد فيها على من استكثر الروم واستقل المسلمين قوله:
"ما أقل الروم وأكثر المسلمين، إنما تكثر الجنود بالنصر وتقل بالخذلان".
وانتصر المسلمون في هذه المعركة بفضل الله وحوله وقوته، وكانت هذه المعركة من المعارك الحاسمة التي مهدت لفتح بقية الشام، وبيت المقدس فيما بعد.
ب‌- معركة (الفحل 635م):ـ وهي بعد اليرموك بعام واحد ولقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى موضع فحل أو عين فحل جنوبي شرق بيسان من أرض فلسطين وهي من أيام العرب الكبيرة مع الروم التي اختلف في ترتيبها إلى الوقائع الأخرى في الشام بسبب حدوثها في عام واحد مع أجنادين، أي بعد خمسة أشهر من خلافة عمر بن الخطاب.
أراد هرقل أن يوقف زحف المسلمين الذين وصلوا حتى دمشق، فحشد جنداً كثيفاً عند منطقة فحل بقيادة "شعلار" أحد خاصته، يليه "نسطوريس" فقابلهم المسلمون بحشد معظم جندهم بالشام وعلى رأسهم كبار قوادهم كخالد بن الوليد، وأبو عبيدة بن الجراح، وعمرو بن العاص وعياض بن غنم، وشرحبيل بن حسنة وغيرهم. واقتتل الفريقان قتالاً شديداً لم يشهد مثله من قبل، واستمر ليلاً ونهاراً، واستطاع المسلمون أن يصيبوا قائدهم والذي يليه وقتلوا منهم خلقاً كثيراً، ولم ينج منهم إلا الشريد. ولذلك عرفت هذه الواقعة بواقعة فحل أو يوم الردغة أو يوم بيان، وقد ترتب على هزيمة الروم حصار الفحل التي كانت أول المدن المحاصرة بالشام، ولم تعد هناك قوات رومية في فلسطين تستطيع الوقوف أمام زحف العرب.
ت‌- معركة أجنادين :ـ وفي نفس العام سارع الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ببعث عمرو بن العاص لفتح فلسطين، ولقد كان الروم بها على بينة من نوايا عمرو فاستعدوا لمقاتلته، وحشدوا قواتهم ومعداتهم لمقابلته.. ودارت المعركة الكبرى في موقع شرق مدينة القدس يسمى أجنادين، كان المسلمون بقيادة عمرو بن العاص، والروم بقيادة أرطبون، وانتصر المسلمون بعد معارك طاحنة وخسائر شديدة في الجانبين.
وتعتبر معركة أجنادين من أكبر المعارك التي مهدت لدخول القدس الشريف، ذلك المكان المنير الذي عرج منه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء ليرى ما رأى من آيات الله.
وبعد هذا النصر المجيد للعرب وصل قسم من الجيش الإسلامي إلى القدس يريد فتحها بقيادة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه ولكن بطريرك المدينة (صفرونيوس) أبى أن يسلم المدينة إلا إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورغم أن الجيش الإسلامي هو المنتصر وكان من الممكن دخول المدينة قسراً ورغم أن الخليفة عمر ـ رضي الله عنه ـ لم يكن ليزور كل مدينة أو بلدة فتحت إلا أنه واحتراماً للمكانة الدينية لبطريرك المدينة وللأهمية الكبرى لبيت المقدس مسرى الرسول أخذ عمر ـ رضي الله عنه ـ طريقه إلى بيت المقدس حتى وصلها في أغسطس عام 636م الموافق للعام الخامس عشر من الهجرة النبوية الشريفة. فاستقبله كبير الأساقفة، وطلب منه تحرير وثيقة ينص فيها على إعطاء أهل المدينة حقوقهم الدينية، فأعطاهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الوثيقة التي تعرف في التاريخ بالعهدة العمرية وأخذ عليهم عهداً فيما يعرف بعهدة أهل إيلياء لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وكان من ضمن بنودها: "يحظر على اليهود دخول المدينة المقدسة، إيلياء" حيث أضيف هذا البند استجابة لرغبة كبير أساقفة إيلياء صفرونيوس.
وتنص تلك العهدة على الآتي

" بسم الله الرحمن الرحيم "
هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان: أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم سقيمها وبريئها وسائر ملتها: أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من خيرها ولا من صلبهم ولا من شيء من أموالهم ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما تعطى أهل المدائن وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص فمن خرج منهم فهو آمن، عليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم فمن شاء منهم قعد وعليهم مثل ما على أهل إيلياء من الجزية ومن شاء سار مع الروم ومن شاء رجع إلى أهله فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصدوا حصادهم، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية - كتب سنة 15 للهجرة."
وكما ذكرت لم يكن للخليفة أن يـأتي على ذكر أمر حظر دخول اليهود للمدينة لولا أن طلب منه البطريرك ذلك فهو لم يكن ليقوم بما لم يسنه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فالرسول حين دخل المدينة لم يطرد منها أحداً ولم يحظر دخولها على احد إلا بعد انتهاك الاتفاقيات فيما بينهم
وبذلك دخل الإسلام بيت المقدس دون إراقة أية دماء، وضرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أروع مثال في التسامح والأخلاقيات السامية الإسلامية.ومن الحوادث الشهيرة والمعروفة أن بلال بن رباح (مؤذن الرسول ) كان عكف عن الأذان بعد موت الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولكن عند فتح القدس قام بلال للآذان وحين وصل لقوله "أشهد أن محمد رسول الله " أجهش بالبكاء هو وكل المسلمين.
وتظل فلسطين تحت هيمنة الدولة الإسلامية القوية ما يوازي أربعة قرون كاملة ثم وكحال التاريخ دائماً ما تتغير ملامح العلاقات الدولية فتتعرب أسبانيا وتتوالى الدول والممالك الإسلامية من أمويين لعباسيين لفاطميين وينتشر اليهود في أوروبا ويسيطرون على أغلب الحركات التجارية منها وإليها حتى...
حتى تتحقق سنة التاريخ وتمر الدولة الإسلامية الفاطمية المهيمنة على فلسطين وقتئذ بعصر ضعف واضمحلال ومنها يستطيع الأتراك السلاجقة انتزاع القدس منهم في 1078م.
التوقيع:
أبى
هل تعرف كم احببتك
هل تعرف كم افتقدك
يا من ترك الدنيا بكل متعتها
اليوم تذهب الى الالهه الخالق
كيوم فيه ولدت باكيا
فهل تذهب بحسنات ام سيئات
حتى تلاقى الله ضاحكا مسرورا




رد مع اقتباس
قديم 02-22-2010, 01:16 AM   رقم المشاركة : [2]
صافيناز
عضو
 
افتراضي

شكرا على موضوعك الرائع


صافيناز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-22-2010, 01:57 AM   رقم المشاركة : [3]
على الشامى
إداره الموقع
الصورة الرمزية على الشامى
 
افتراضي

باذن الله ترجع الارض لاصاحبها


التوقيع:


على الشامى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سطور, فلسطين


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع