صرخة من داخل المعتقل الذي يسمى العناية المركزة

[ommasria]

اليك يا سيدي و....الى كل من يهمه الامر.....،الى كل مصري أو مصرية عانوا من المرض و الذل من مستوى الطب و الخدمة الصحية في بلدنا ، الذل البين ...لنفسه أو لا عز الناس الى قلبه، الى كل أب أو أم انفطر قلبهم على فلذات أكبادهم و هم يتألمون و لم يجدوا الا كل اهمال و سخرية و احيانا ازدراء ، الى كل ابن أو ابنة عانوا من جبروت الاطباء الكبار المشهورين و صلفهم و هم يحترقون من شدة الحزن و الالم على زويهم ..الام الغالية أو الاب الحنون ....
و أيضا..... الى الاطباء اللذين يقومون بالاضراب و الانقطاع عن العمل ...يا ويلكم من عذاب الله !!!
الى متى السكوت؟؟...الى متى السكوت على هذه الحقوق ؟.. الى متى سنترك هؤلاء الجزارين سواء كبار الاطباء ، أو المستشفيات الحكومية أو الخاصة .. و خاصةً "الخاصــة"، أو التمريض المتدني أو الادارة الطبية المتردية...يتاجرون بآلامنا... و أرواحنا...؟؟!!
الى متى يخطئ الطبيب و لا يعاقب !. الى متى يخطئ التمريض و لا يوجد رادع ..رادع قوي.. و لا يوجد دليل أيضا !!
الى متى السكوت على صلف كبار الاطباء المشهورين الذين يتمتعون بكمية من الغرور و التعالي..لا حدود لها.. ما هذا الافتراء ؟؟...من منا لم يذهب الى عيادات هولاء الاطباء...و يقف يتذلل للممرض حتى يقوم بالحجز له.. و دفع مبلغ من المال مبالغ فيه.. ثمنا للكشف....و بعد كل هذا الذل يعطي له ميعادا بعد شهرين أو ثلاثة!!!....و حتى بعد كل هذه المعاناة و الدخول للطبيب ..تجد شخصا مغرورا يتكلم على استعجال ..لا يعطي فرصة للحديث أوالشرح!!..و في بعض الاحيان يخطئ التشخيص!.. ما هذا الافتراء ..ما هذا الذل!!..الى متى السكوت على هذا الوضع؟؟.. لقد نجحنا في الاطاحة برئيس الجمهورية نفسه !!! فهل يصعب علينا الاطاحة بمثل هذه النماذج من الاطباء ؟؟؟!!
الى متى يأمن الطبيب نفسه بجميع الوسائل ...سواء باقرارات لا نهاية لها من المريض أو اسرته.. للطبيب أو للمستشفى و لايوجد ما يأمن المريض نفسه من خطأ الطبيب أو التمريض !!ما هذا الذل؟...
الى متى هذا النزيف من الاموال لاي أسرة يمرض أحد أفرادها ؟ أو يدخل المستشفى ؟ أموال لا أول لها و لا اخر..ما هذا ؟؟انهم يتاجرون بآلامنا يتاجرون بمرضنا !! من منا لم يتعرض لذلك ؟
من منا لم يكن له عزيز الى قلبه "حبيسا" في وحدات العناية المركزة بأي مستشفى ..و أقول حبيسا و أنا أعني هذه الكلمة ...فالله وحده هو الاعلم بما يحدث خلف هذه الابواب المغلقة ...الاهمال و اللا مبالاة و الظلم و عدم الاكتراث باضعف الناس الذين لا حول لهم و لا قوة ... ما هذا الافتــــراء؟؟؟...الى متى السكوت ؟؟؟...من منا لم يتعرض لهذا الموقف ؟؟...من منا لم يتعرض للمعاملة السيئة و المزرية من هئية التمريض في أي مستشفى حكومية أو خاصة ؟؟ و كل منا يكتم غيظه في قلبه ..فأعز الناس بين ايديهم .... و أحيانا نقوم بالتودد و التذلل و اعطاء "البقشيش" على استحياء حتى يهتمون و يقومون بعملهم !!!!!....و أقسم بالله أن هذا يحدث في أكبر المستشفيات الخاصة و الاستثمارية!
لقد كان والدي -رحمه الله - "حبيسا" في وحدة العناية المركزة في احد الامستشفيات الخاصة "الكبيرة"...و بعد أيام طويلة و مريرة..و مريرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ...توفى...ذهب الى الرحمن التي وسعت رحمته كل شي.. كنت اراه يتألم و أنا عاجزة لا استطيع عمل شئ ..أري اهمال التمريض بعيني و لا استطيع ان أتكلم ..كنت تارة اثور و تارة اصمت و تارة اتودد..كنت أخاف عليه. ..كانوا يتعاملون بدون احساس بعيون متحجرة باردة ...كانوا يقومون بفوحوصات يومية و أشعات لا اول لها و لا اخر ، يقومون بعمل اشعة له يوميا "كله بحسابه"...نعم يوميا، لقد قاموا بعمل ما يقرب من 80 أشعة حتى سقط شعر رأسه! .و توفى في النهاية.. و قد قمنا بدفع ما يقرب من ربع مليون جنيه مصري للمستشفى !!!..
و في البداية قمنا بالامضاء على اقرارات للمستشفى عند الدخول للعناية المركزة توضح حالته بالتفصيل!....و عند المطالبة بتقرير مفصل بحالته الصحية قبل وفاته بقليل ...تكون الاجابة "لماذا !؟" ..."انتوا عايزيين التقرير ده ليه ؟؟!"

أريد حقي و حقه ...أريد القصاص..و لكني لا أملك الدليل على الاهمال فأنا لا أعلم ما كان يحدث داخل العناية المركزة فالزيارة ممنوعة الا في أوقات محددة و في الزيارة أنا لا أستطيع التحدث معه فقد وضعوه على جهاز التنفس الصناعي فهو لا يتكلم !!فقط ينظر اليَ نظرة عتاب و استرحام و يشير بيديه انه يريد الخروج من هذا المكان !!... لا أملك الدليل على الاهمال و لكني كنت اراه يتدهور يوما بعد يوم و خاصة بعد وضعه على جهاز التنفس الصناعي ..هذه اللعنة... فهو لا يستطيع الكلام أو الاكل أو الشرب و هو على هذا الجهاز ولم يكن في امكاني نقله أيضا ..يا الهي ..كلما أتذكر ذلك ينزف القلب قبل العين دما....

نموذج من نماذج كثيرة تحدث كل يوم ..الى متى السكوت على هذا الوضع؟؟ أريد أن أصرخ ..أريد أن أقوم بثورة ...ثورة في ميدان التحرير..في كل مكان في مصر... و أدعوا فيها كل شخص تعرض لمثل هذا الموقف أو موقف مشابه..لأبيه أو أمه أو ولده أو صديقه ...
أريد ثورة ضد كل من يتاجر بالمرض و الألم و المعاناة...ضد كل طبيب مات ضميره و احساسه وأصبح تاجرا و ليس طبيبا .. ضد كل طبيب لم يراعي المريض الذي بين يديه ....هذه الامانة التي سوف يسأل عنها .. ضد كل طبيب نسى القسم الذي أقسمه ..و نسى آخرته ..و نسى أنه سوف يكون تحت التراب في يوم من الايام ..!
أريد ثورة على كل ساكت عن الحق ...ساكت عن الاهمال في صحتنا و أرواحنا..حسبي الله و نعم الوكيل نعم المولى و نعم النصير ..في كل طبيب تاجر بألم الناس و مرضهم و كل ممرض أو ممرضة أساءت الى مريض أو لأهله بأي وسيلة حسبي الله و نعم الوكيل نعم المولى و نعم النصير في كل ساكت عن اهمال يراه أو يفعله و أسأل الله العظيم الجبار أن يريه كل ما يفعل من خطأ أو اهمال أواساءة في أعز انسان الى قلبه ....


و السلام عليكم و رحمة الله
ر . أ . س
ابنة تبكي والدها العزيز