العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > القسم الاخباري
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-02-2009, 04:39 AM
بسمة ناصر بسمة ناصر غير متواجد حالياً
عضو
 

Post حزب الله «يطوب» مكانه في قلب النظام اللبناني

حزب الله «يطوب» مكانه في قلب النظام اللبناني


تحمل الوثيقة السياسية الصادرة عن المؤتمر العام الأخير لحزب الله كثيرا من المؤشرات الدالة على تغير كبير في العديد من جوانب خطابه السياسي وطروحاته الفكرية، المتعلقة بالشأن الداخلي اللبناني، كما تحمل على رؤية مرحلة فاصلة في مسيرة الحزب الذي اعلن، من خلال هذه الوثيقة وعلى لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله، انخراطه الكامل في الحياة السياسية الداخلية، دون التخلي ـ في المقابل ـ عن مفاهيم ومبادىء وسياسات ومصطلحات التعاطي مع قضايا المقاومة والمواقف من الولايات المتحدة ومفاوضات السلام مع اسرائيل، والعلاقات مع سوريا وايران.
الوثيقة، بحد ذاتها نتاج مؤتمر غير عادي، انخرط في أعماله قسم كبير من عديد حزب الله، عناصر وكوادر وقيادات، واستمر أشهرا ليست بالقليلة، شهد نقاشات تفرعت بين «الداخلين»، التنظيم الحزبي والوضع اللبناني، ووضعت خلاله المشاكل والقضايا الشائكة على بساط المصارحة، كما تقول اوساط مقربة. لذا من المهم الإشارة الى هذه الحيثية لقراءة الوثيقة باعتبارها خلاصة لهذا الجهد الكبير، من حيث الشكل، وبكونها ترجمة لقناعة متبلورة داخل حزب الله بضرورة انخراطه الكامل في الحياة السياسية اللبنانية، متسلحا بطرح واضح المعالم إلى واقع النظام القائم، وبرؤية ليست أقل تكاملا إلى تطويره.

تميز «المميز»
حزب الله، الذي قرر أخيرا أن يسير على طريق غيره من الأحزاب والقوى السياسية، آثر أن يحتفظ بتمايزه فقدم «أوراق اعتماد» مرفقة بـ«توضيح» لموقع الحزب المعارض وتمسكه بالمكاسب السياسية التي حققها وحلفاؤه عبر الحكومات المتعاقبة بين عامي 2005 و2008. وقد اختصرت الوثيقة ذلك بعبارة صريحة تتضمن التشبث بـ»الديموقراطية التوافقية» الى حين الغاء الطائفية السياسية، وهذه الأخيرة أقر نصرالله بصعوبة التخلص منها في مدى محدد. والواقع أن حزب الله هنا لا يتنازل عن كونه قوة متميزة، في الداخل اللبناني كما في المحيطين العربي والإسلامي، وهو يمتلك في دعم صورته هذه حقيقة أنه قائد المعارضة غير المنازع، وهو لم يصبح هذا القائد من فراغ، بل من كونه يتمتع بثلاثة احتكارات ذات تأثير بالغ في توجيه مسار السياسة في لبنان:
-احتكار تمثيل الطائفة الشيعية، وهو احتكار قبلت به قوى فاعلة داخل الطوائف الأخرى، عندما شاركت الحزب في ما سمي الاتفاق الرباعي عام 2005 الذي اعطى الأخير حق اختصار الشيعة في شخصه.
-احتكار ادارة الصراع مع اسرائيل.
-احتكار امتلاك السلاح (هذا الاحتكار نتيجة الاحتكارين السابقين وليس سببا لهما).
«الاحتكارات» الثلاثة الآنف ذكرها مكنت حزب الله من امتلاك حق الفيتو، على مدى السنوات الأربع الأخيرة، غصبا عن القوى السياسية الاخرى والدستور، مستعينا بتفوق اخلاقي وليس سياسيا فقط، نتيجة نجاحه في مواجهة اسرائيل. وعليه، يمكن القول، ومن غير مجازفة ربما، إن الحزب، بوثيقته المؤتمرية، يعلن عن مكان في النظام السياسي اللبناني «طوبه» مسبقا، وهو الذي لم يتبن «الديموقراطية التوافقية» إلا من موقع قوة، حيث أنه لا يغيب عن أي مراقب أن حزب الله قبل عام 1996يتخذ مواقف لا تهاود فيها ضد «التوافقية»، ثم بدأ في الجنوح إليها بعد ذلك، نتيجة تغير موازين القوى لمصلحته، وموقعه الوازن في توجيه الوضع السياسي الداخلي.

خطوة إلى الأمام
ما تقدم لا ينفي الجوانب الإيجابية الكثيرة في إعلان حزب الله قرارا ذا وزن استراتيجي، بحجم تأكيد الإنخراط الكامل في حيثيات النظام اللبناني، واعتباره لبنان وطنا «لكل الأجيال القادمة» من أبنائه، مما يشكل منطقة وسطى باتجاه النص الدستوري على كون لبنان وطنا نهائيا لكل أبنائه. وقد قدم الحزب لهذه الإيجابيات برؤية شبه متكاملة الى دولة عصرية تقوم على الاسس التي تعتمدها الدول المتقدمة ديموقراطيا وتلتزم احترام دور المؤسسات، طارحا لأول مرة مسألتي الحريات واللامركزية، من منظور متقدم،.. مسميا ما يحصل داخله تطورا «ولا عيب في ذلك»، على حد تعبير السيد نصرالله، الذي لم يخف ارتياحه الى أن النقاش في مسألة السلاح في الداخل بات بعيدا عن اي مدعاة للخوف والتساؤل عن وجهته.
يبقى القول إن حزب الله لا يقدم طرحه الجديد وهو خال من الهموم الخاصة ببنيته التنظيمية وامتداده الجماهيري، بين شيعة لبنان والخارج، وخصوصا أن الأمراض التي تعتري أجسام القوى المهيمنة على وضع طائفي أوسياسي لا بد لها أن تخرج إلى السطح، مخترقة مقومات الحصانة التي تمتلكها هذه القوى أو تلك.

رد مع اقتباس
قديم 12-02-2009, 04:59 AM   رقم المشاركة : [2]
سحر
مشرف
 
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


التوقيع:
أحياناً يغرقنا الحزن حتى نعتاد عليه .. وننسى أن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا وأن حولنا وجوهاً كثيرة يمكن أن تضيء في ظلام أيامنا شمعة .. فابحث عن قلب يمنحك الضوء ولا تترك نفسك رهينةللاحزان
سحر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مكانه, اللبناني, الله, النظام, «يطوب»


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع